من فنون الكتابة.. ( تنسيق النّص )..

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورجمة الله وبركاته


فكّّّرت بـ مقدّمة لـ هذا البحث .. تكون مدخل لـ هذا المتصفّح
فلم اقتنع من الاوراق التي طُرحت علي من قبل ( بنات افكاري )..


واكاد اجزم ان السبب هو ثقتي المُطلَقه بـ وعي القاريء العزيز وثقافته العاليه ..









اخواني واخواتي القراء يحفظكم الله ..

كلنا يعلم ان الكتابة هبة ربانية تماماً كـ الموهبة الشعرية.. وفن يعبّر به الكاتب عن خلجات نفسه.. وإحساساته الداخلية.. ووسيلة يعبّر بها عن فكره.. أو يعالج بها موضوعاً ما.. وقصده إقناع القاريء بما يذهب إليه ويعالجه.. والكتابة أساس لا غنى عنه في أي موضوع وجداني او ادبي.. او علمي او فني.. أو تاريخي حتى !! ... الخ .

والكتابة الفنية وسيلة هامة من وسائل الاتصال الإنساني التي يتم بها الوقوف على أفكار الآخرين/ والتعبير عما في النفوس والمشاعر ..



وقد قرأت لـ الكاتبه والروائية احلام مستغانمي .. نص جميل تقول فيه او في ما معناه :

[ يحق لـ اللغة أن تكون أجمل منا .. بل نحن نتجمّل بالكلمات.. نختارها كما نختار ثيابنا .. حسب مزاجنا ونوايانا]..

ثم تقول:

[ هنالك أيضا تلك الكلمات التي لا لون لها ذات الشفافية الفاضحة كـ ( امرأة خارجة لـ التو من البحر.. بـ ثوب خفيف ملتصق بـ جسده ا) !!
إنها الأخطر حتما لأنها ملتصقة بنا حد تقمصنا]... الخ

ان عناية الكاتبة بـ لغتها الروائية يفوق كل توقع.. حتى لـ يخيل للقاريء ان لغة الخطاب الروائي عند "أحلام" هو موضوع النص ذاته.. وهذا ليس غريبا حين نعلم أن الكاتبة عاشقة لـ اللغة العربية وهي تريد أن تصل بـ اللغة الى مجدها أو تعيد لها فطرتها الاولي بعيدا عن الدنس والابتذال.. وهذا الاحتفال / والاحتفاء بـ اللغة في الكتابة الروائية عند أحلام يتبدى في كل مقاطع النصوص التي يصدم بها القاريء وهو يقرأ في "فوضى الحواس" او في "ذاكرة الجسد".. ان "أحلام " يمتد بها سرورها بـ اللغة الى جعلها "بطل" النص .



\

/

عزيزي القاريء / عزيزتي القارئه ..

هذا عن الكتابه كـ فكر مبدع .. واسمحوا لي ان ادخل في صلب الموضوع حيث ان الهدف ( هو الخط وتنسيقه ).


وكلنا يعلم ان الخط العربي فن وعلم وإبداع ..


قال الله عزّ وجل ( ن. والقلم وما يسطرون ) الآية


وقال تعالى (إقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان مالم يعلم) الآية

وقال صلى الله عليه وسلّم: ( عليكم بحسن الخط فإنه مفاتيح الرزق ) حديث شريف


دعوني واياكم نحاول ايجاد مفهوم لـ الخط ..
لقد جعل الله التفاهم بين الناس بـ اللسان والقلم.. وجعل الكتابة وسيلة الإقرار / وتبرئة الذمم / وتوثيق العقود / وحفظ العلوم والتراث الثقافي والحضاري لـ الأمم عبر التاريخ..


قال ابن خلدون في مقدمته عن الخط :

( إنه صناعة شريفة يتميّز بها الإنسان عن غيره .. وبها تتأدى الأغراض.. لأنها المرتبة الثانية من الدلالة اللغوية ) .

وقد عرَّفه بقوله:
]هو رسوم وأشكال حرفية تدل على الكلمات المسموعة الدالة على ما في النفس الإنسانية من معانٍ ومشاعر[..










ليس هناك تشريفٌ أرفع لـ علم الخطِّ من إضافة الله سبحانه تعليم الخطِّ لنفسه وامتنانه بذلك على عباده.

قال صاحب كتاب زاد المسافر:
الخط لـ اليد لسان.. ولـ الخَلَد ترجمان.. فرداءته زمانة الأدب.. وجودته تبلغ شرائف الرتب.. وفيه المرافق العظام التي منّ الله بها على عباده.. فقال جل ثناؤه:

[ وربك الأكرم. الذي علَّم بالقلم. علَّم الإنسان مالم يعلم ]. الآيه




والعرب أول من فكَّر في البحث عن أصل الكتابة وإليهم يُعزى هذا الفضل.. وقد ذكر المؤرِّخون أنَّ أول من كتب بالعربية ووضعها إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام فقد ورد عن ابن عباس ( أنَّ أول من كتب بالعربية ووضعها إسماعيل بن إبراهيم على لفظه ومنطقه )..




اخي الفاضل / اختي الفاضله ..

لن اطيل عليكم ولو اردت ان اقف عند كل نقطه تتعلّق في موضوع ( الخط ).. لـ طال بنا المقام .. ولكن هدفي من هذا البحث هو ان نحاول ان نسقط بعض الأضواء على فنونه التي تهم الكاتب والقاريء معاً واعني بذلك .. بعد هذا التقدم التكنلوجي الذي طرأ على مجتمعاتنا حيث اصبح التعامل مع آلة تترجم بـ لمسات الاصابع كي تتحول بقدرة قادر الى حروف وكلمات وجمل ..

ولكن مع كل هذا تبقى الكتابة فن / وذوق .. !!

والى ماوصل اليه الخط العربي من تقدم نشهده الآن مر بـ مراحل تطوّر.. وقد قسّم الى اقسام وانواع واشكال عدة ..


ولن اخوض في مثل هذا الحديث ..


ولكن سنقف معاً عند نقطه تهمنا جميعاً وهي :




تنسيق الخطوط !!












الكاتب المميز / والمبدع هو من أدرك أساسيات الخط وعرف كيف يتعامل مع الخط بـ تركيب جميل..
هو الذي يتمتع بالقدرة على ابتكار أشكال جديدة تفصح عن مهارته وحذقه وقدرته على الحفاظ على أصالة الخط، واستطاع أن يجد لنفسه أسلوباً مميزاً ويمتلك نظرة فاحصة وملاحظة دقيقة متجردة عن الأنانية واستطاع أن يؤثر في وسطه اينما كان ..

والإبداع لغة هو المحدث الجديد ويقال (فلان بدع في الأمر) أي أول ما فعله.. والإبداع والابتداع هو عند الحكماء إيجاد شيء غير مسبوق بمكان وزمان.. وإذا كان الإبداع يتمثل في الكشف عن زوايا جديدة لم يلتفت إليها أحد فمن الطبيعي أن تكون حالة الإبداع في الخط العربي حالة غير عفوية بل وتمكن وراءها جملة أسباب منها:

مهارة الكاتب / المبدع ؛ قدرة الكاتب على ابتكار انموذج فني جديد في طريقة الكتابه ( وتنسيق النص )..
او إضافة مبدعة لتكويناته أو معالجته بالطرق الحديثة..
وبـ المناسبة كل حالة تعبر عن مهارته وحذقه كما أنه يستشعر نشوة الانتصار بالتغلب على مشكلة واجهته للوصول إلى تآلف محبب بين عناصر متصفّحه ويتمتع الكاتب المتميز برغبة الميل إلى الاستحداث والابتكار..
وهذا الميل خلق لديه نظرة فاحصة للأشكال والنماذج كما أنها ساعدت بنفس الوقت على بثّ روح التطور والنماء في اسلوب الكتابه / وتنسيق النصوص والقضاء على السأم والملل.. فالإثارة والإعجاب ناتجة عن مقدرة الكتّاب المبدعين لسعة إطلاعهم وكفاءتهم للوصول إلى أنماط جمالية فريدة أثارت إعجاب الناس وشدت انتباههم.. فالخطاط او الكاتب المبدع ينزع إلى الجديد المبتكر الذي يتحدى الخيال ويثير الإعجاب.. كذلك فإن التدريب المستمر والتركيز الذهني الجيد وحالة الإبداع التي يسعى وراءها الكاتب تطلّب منه تدريباً دقيقاً وتركيزاً ذهنياً جيداً لتنمو لديه ملكة الملاحظة الدقيقة..



وانا في هذا الموضوع اعني الخط الرقمي / الحاسوبي ؛ ( والذي نستخدمه في كتاباتنا في المنتديات والمواقع الـ إلكترونيه .. عبر صفحات الانترنت ) ..
حيث انها ظهرت الحاجة اليه في السنوات الأخيرة.. وذلك لان هذا النوع الجديد من الخط يتناسب مع التطورات التكنولوجية الحديثة سواء عبر شاشات القنوات الفضائيه او الحاسب الآلي وقد تمكن العلماء من تجاوز الصعوبات الفنية اللازمة لإدخاله في هذا المجال .







اهمية تنسيق النص :

1ـ وضوح الخط ييسّر فهم المقروء.. ويوضح فكرة الكاتب .

2ـ الارتياح النفسي عند قراءة النص المكتوب بخطٍّ واضحٍ وجميل .

3ـ سهولة القراءة وتوفير الوقت عندما يكون الخط واضحاً.. ومن هنا قد يكون سبباً في تنمية مهارة القراءة .

4ـ الخط من الفنون الجميلة الراقية التي تشحذ المواهب.. وتربي الذوق.. وترهف الحس.. وتغري بالجمال عند تنسيقه بطريقه مريحه وملفته لـ النظر .

5ـ قد يكون الخط مجالاً لتعليم القاريء المثل والقيم الأخلاقية.. وذلك إذا تمّ اختيار المادة المناسبة من القرآن والسنة.. والتراث العربي كـ اضافه لما نكتب حتى عند كتابة الشعر مثلاً .








والاهتمام بـ تنسيق النصوص هو تربيه نفسيه حيث تنعكس على سلوكيات كثيرة ومنها على سبيل المثال :
- النظافة .

- الترتيب والتنظيم .

- التمعن ودقة الملاحظة / والمحاكاة / والموازنة / والحكم .

- الصبر.. وذلك بكثرة التدريب والمران .

- الخط وسيلة هامة من وسائل التعبير ؛ لتدوين الأفكار ونقلها من ذهن الكاتب إلى ذهن القارئ .

- الخط متمّم لعملية القراءة.. وضروري لها.. وجمال الخط دافع قويّ من دوافع تنمية الرغبة في القراءة والإطلاع .


فالقراءه باختصار..
( تطوير لـ الذات و المفتاح الحقيقي لـ كنوز العلم والمعرفه .. التي تساعدنا في دفع عجلة الفكر لدينا من خلال توسيع الأفق والتوعيه التي تخلق منا أناساً أكثر تفهما لـ الحياه ) ..





اضاءة :




فن الكتابة هو بالأصل فن " قراءة " ..



/

\



محا / وله بـ ( الشعبي ) :






الشعر نبعك / والشعور قزيّـزه
____________ وانا بعطرك عن سحر منابعـك
حاولت أسوّي لي طريق اميّـزه
___________ باسلوب ماتقدر عليه اصابعـك
فجأه وشفتك تنتشر فـي حيّـزه
ــــــــــــ وبديت اضيّع يوم صرت اتابعـك
لو بالنظر ياشفت شـي افيّـزه
ــــــــــــ ( خشّيت بعيونك بدون اسابعك)..






________
المراجع :

- مسيرة الخط العربي في الخلافة الإسلامية ـ فن وإبداع
د.الخطاط أحمد عبد الباري

- الخط العربي المعاصر

- الخطوط أوجدت علاقة تواصل بين الحارتين العربية والفارسية ـ (الدكتور عباس خامه يار )


- تطور الخط العربي.


- جمال الخط العربي.


منقول للفائه والقرائه