الفرق بين اللبن والحليب
ترد مفردة اللبن او ( لبن حليب ) للدلالة على اللبن الصرف اي ( مالم يتغير طعمه ) وهو الحليب في عصرنا
وقد ترد مفردة الحليب دون ان تسبقها مفردة لبن للدلالة عليه صرفا ، اي كما نعرفه الآن ، فلقد وردت في شرح الحماسة للمرزوقي وابن خلدون وابن بطوطة ومصادر اخرى .
اما اللبن كما نعرفه الآن , فلقد عرف العرب انواعا منه ، وهناك نص ثمين للثعالبي في فقه اللغة يذكر الحليب في مراحله منذ ان يكون صرفا حتى يتغير طعمه وسأورد النص لأهميته ( اول اللبن اللبأ ، يليه المفصح ثم الصريف ، فأذا سكنت رغوته فهو صريح ، فأذا خثر فهو الرائب ، فأذا حذا اللسان فهو القارص ، فأذا اشتدّت حموضته فهو الحازر ، فأذا انقطع وصار اللبن ناحية فهو ممذقر ، فأذا خثر جدا فهو عثلط وعكلط وعجلط ، فأذا حلب بعضه على بعض من البان شتى فهو الضريب ، فأذا صبّ الحليب على الحامض فهو الرثيئة والمرصة ، فأذا سخن بالحجارة المحماة فهو الوغير ) .فقه اللغة / طبعة اليسوعيين 1938 ص 267
وفي القاموس المحيط شيء من ذلك تجديه في الجزء الثاني طبعة المعارف 1935 في الصفحات التالية ، ج1 ص57 ,118 , وج2 ص 22 وص 99 وج 3 ص 304
وهناك نص رائع للجاحظ يتحدث فيه عن تطيّر العرب من اللبن وامراضه وكيفية حصولها ( الجزء الرابع ص 109 و 257 طبعة البابي الحلبي
لعلّ اكثر منتجات اللبن انتشارا لدى العرب وورودا في مصنفاتهم هو اللبن الرائب والزبد ( راب اللبن رؤبا اذا خثر ، ولبن رائب مايمخض ويخرج زبدة ) القاموس المحيط ج1 ص 77
وفي المخصص رواية لأبن سيده ذكره في المجلد الخامس ص 40 و 41 طبعة بولاق 1316
والنص هو ( سامط ، اذا ذهبت عنه حلاوة الحليب ولم يتغير طعمه ، المظلوم والظليمة اذا شرب قبل ان يبلغ الرؤب ، المحض اللبن الخالص من كل شيء ، النقيعة المخض من اللبن يبرد ، لبن قارص وماخر شديد الحموضة ، عزر اللبن حمض واشتد ، العكركر اللبن الغليظ )
وفي المصباح المنير للفيومي المتوفي في 770 من الهجرة المباركة نص لطريقة صناعة اللبن المنشف اي الذي يستخرج من اللبن الخاثر او الرائب ويعرف ب( شرز و شيراز ) والنص كما ورد في المصباح هو ( انه لبن يغلى حتى يثخن ثم ينشف حتى يثقب ويميل طعمه الى الحموضة ) الطبعة الأميرية 1926 ص 420 .
وهناك نوع يعرف بالأقط وهو مما يتداول بين العرب على نحو كبير حتى صار من علامات خصب الموسم او شحته فقالوا ( ان كان خصيبا ظهر البياض ، يعني الأقط ، واذا كان جديبا ظهر السواد اي التمر ) الحيوان للجاحظ ج3 ص 118 ,
والأقط كما يتحدث عنه الجاحظ في الصفحة ذاتها هو ( شيء يتّخذ من اللبن المخيض يطبخ ثم يترك حتى يمصل )
ويورد الزبيدي في التاج نصا عن الأقط ( شيء يتخذ من المخيض الغنمي ، يطبخ ثم يترك وقيل من اللبن الحليب وهو من البان الأبل خاصة ، ) تاج العروس المجلد 5 ص 104 الطبعة الاميرية 1306
والأقط هو الجبن كما صار معروفا من طريقة صناعته وفي اللسان ج1 ص 199 تجدين اللفظ بحرفه اي ( الجبن ) وكذلك في القاموس المحيط ج4 ص 208