ملتقى الشعراء في منتدى , بوحمد الحمد الرسمي ..!! , عبدالرحمن بن عثمان 2007 - 2012
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



أهلاً وسهلاً يآ: (( زائر )) نورت منتدى بوحمد الحمد الرسمي . المنتدى متخصص للشعر,نثر,قصص,روايات,نقد هادف,تميز وابداع
 
موقع بوحمدالحمدالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
موقع بوحمد الحـمد للشعر والادب يرحب بالجميع .. فأهلاً بكم وسهلاً ...

 

 حجارع في المملكه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المهسستر
*
*
المهسستر


ذكر
عدد المشــــاركات : 15
نقاطي المكتسية : 10
الانتساب : 17/05/2008

حجارع في المملكه Empty
مُساهمةموضوع: حجارع في المملكه   حجارع في المملكه I_icon10السبت 17 مايو - 18:05

حدث في زمن غابر أنه كان هناك رجل يدعى ( جحا رع ) وكان جحا رجلاً بسيطاً بالكاد يجد قوت يومه وغير مبالي بما يحدث حوله ، ساذج وطيب ويخاف من بطش الناس كثيراً وخصوصاً الظالمين منهم ، وحياته تتكون من روتين يتكرر كل يوم بلا إنقطاع أو أدنى تغيير ، يذهب في الصباح على حماره إلى الغابة ليقطع الأخشاب ثم يعود للسوق ويبيعها بثمناً قليلاً يشترى بجزء منه طعام ويحتفظ بالجزء القليل الباقى ويعود لزوجته التى تسكن معه في بيته العتيق ، وفي أحد الأيام كان جحا عائداً لبيته بعد يوم مضني من العمل الشاق فدخل وإرتمى على الفراش الموضوع على الأرض ونادى على زوجته كي تحضر لهما الطعام ، فجائت زوجته بخطوات متثاقلة وتبتسم إبتسامه بلهاء وقالت له أبشر ياجحا إنني حامل ، فتفاجئ جحا كثيراً وقال لها : بعد كل هذه السنوات حمداً لله....حمداً لله ، وبدأ وجهه يتشقق ويضحك وقال لها سنسميه " أحمس " فقالت له زوجته لا لا لا سنسميه " حورس " فهذا هو الإسم الرائج ، فقال لها أما لو كانت بنت ؟ فقالت سنسميها " حتشبسوت" أو " نفرتاري " ، وشعر الزوجان بسعادة بالغة وشعرا أن شيئاً ما كسر زجاج حياتهم الرتيبة وجعل لها طعماً وهدفاً ، وبدأ جحا رع يجتهد في عمله ويدخر لكي يؤمن مستقبل هذا الطفل الصغير القادم ، وصارت إمرأة جحا في شهرها الرابع وفي أحد الأيام كان جحا عائداً من السوق فإستوقفته دورية خيالة ، فطلبت منه ركن حماره والتوقف على جانب الطريق فتوقف جحا بجانب النهر وقام بتلجيم الحمار ونزل ، فسأله الضابط أين رخصك فقال له جحا : رخصة ماذا ! الحمار أم رخصتي ؟! ، فنظر له الضابط بغضب وقال : أتعتقدني أمزح معك !! أرني الرخصة وإلا صادرت الحمار....، فقال جحا : ليست معي رخصة ياسيدي !! ، فقال الضابط : حسناً أربطوا الحمار في الحصان وجروه إلى مركز المركبات المصادرة ، فتوسل جحا للضابط لكي يترك له الحمار وبكى وقال له : هذا الذي أحمل عليه الحطب وهذا مصدر رزقي الوحيد !! أتوسل إليك سيدي إتركني وسأقوم بشراء رخصة غداً ، فتجاهله الضابط بكل قسوة وصادر الحمار وانصرف بعيداً مع الجنود ، فعاد جحا متألماً يكاد يخفى دموعه وهمومه ومخاوفه ، فسألته زوجته ماذا حدث ؟! ، فقص عليها فصرخت في وجهه : لما لم تخرج رخصة من قبل !!! ، قال لها : ومنذ متى كان من المفترض أن أستخرج أي شئ !! ، والآن ماالعمل ؟ قالت زوجته ، فقال : سأذهب غداً إليهم وأحاول أن أسترجع حمارى حتى لو دفعت غرامة ، وفي الصباح الباكر ذهب جحا لمركز المصادرات ، فدخل وظل يبحث عن الموظف المسئول وبعد بحث مضني عثر عليه فوجده جالساً على مكتبه الحجري يقرأ بردية الأخبار المحلية ، فقال له جحا : أريد أن أسترجع حماري المصادر ، فإلتفت الموظف ونظر له بغل وقال له : برديتك الشخصية وثلاثمائة جنيه فرعوني وحجرين دمغة ، فقال له جحا : 300 جنيه !!!! فقال له : أستدفع أم ماذا ! ، فقال له جحا بإستسلام سأدفع سيدي سأدفع....لكن ليس لدي بردية شخصية ! ، فصرخ فيه الموظف : هل يوجد إنسان هنا يمشي بدون إثبات لشخصيته !!! هل جننت !!! ، إذهب واستخرج بردية شخصية ثم تعالى إلي ، فنظر جحا بألم لتمثال الفرعون " تحوت مبروك " ودعا عليه لمدة دقيقتين متواصلتين ، وخرج يهم قاصداً دار إستخراج البرديات وقال للموظفة : أريد بردية ، فقالت بصوتها الحاد المزعج : أين شهادة الميلاد والتماثيل ! فقال لها ليس لدي فصرخت في وجهه وركض جحا ليستخرج شهادة الميلاد وكلفه هذا اليوم كله الذي إنقضى في صف إستلام شهادات الميلاد من الحكيم " إيمنحوتب شفيق" ، وفي اليوم التالي ذهب جحا لينحت 3 تماثيل كي يرفقها بملفه الذي سيستخرج به برديتة الشخصية ، وبعد الإنتهاء أخذ جحا التماثيل وركض إلى الموظفة ذات الصوت المزعج ، فنظرت له بإشمئزاز وقالت : إنتظر قليلاً إنني أتناول الإفطار وظل جحا ينتظر حتى إنتهت وتسامرت مع زميلاتها وتكلمن عن كل شئ تافه وغبي ثم نادته وقامت بتجميع ملفه وباعته أحجار الدمغة بضعف ثمنها وقالت أن يعود إليها بعد إسبوعان ، وفي خلال الإسبوعان ظل جحا يجمع الحطب ويحمله على ظهره وكان مرهقاً جداً جداً من هذه المشقة البالغة ، وإستخرج أخيراً البردية الشخصية ، وعاد لموظف المصادرات ، فوجده يقرأ بردية الشباب والرياضة ويتحدث مع زملائه عن مباراة كرة القدم بين فريق الكرنك وفريق وادي الملوك ، وظل يتحدث الموظف عن براعة اللاعب " إمنحوتب أبو تريكة " حتى ضجر جحا من الإنتظار وقال على إستحياء : لقد أحضرت البردية والنقود ، فقال له الموظف بعصبية : لقد فاتت المهلة وقد صادرت الدولة حمارك ولن تسترجعه ، فظل جحا يتوسل إليه أن يرجعه إليه فصرخ فيه : ألا تفهم !!! لقد تمت مصادرته والآن إذهب قبل أن أستدعي لك الشرطة ، فخرج جحا يضرب كف على كف ، وظل يعمل بدون حمار حتى وضعت زوجته طفلهما وكانت فتاة وقاموا بتسميتها : نفرتاري ، وظل جحا يكدح لكي يوفر لأسرته البسيطة أدنى حد من الحياة الآدمية ولكنه كان يواجه المشقة الكبيرة وبدأت صحته تتأثر بينما إرتفع ثمن الحمير في الأسواق نظراً لموجة غلاء عجيبة إجتاحت البلاد بقسوة ، ولكم تعود جحا على ان يأكل خبز المنزل ولكن شحت الحبوب وإضطر ليذهب إلى مخبز الدولة الحجري كل يوم كي يبتاع الخبز ولم ينجح في أي من محاولاته على الإطلاق وتأقلموا على العيش بدون خبز لكي ينقذوا جحا من الزحام والضرب الذي يتلقاه كل مرة يقترب فيها من نهاية الصف في المخبز ، وكبرت نفرتاري وصارت في سن يأهلها للدراسة وقد عزم جحا أن ينشأها فتاة متعلمة واعية ، وكان لايتمنى أن تصير مثله أو مثل زوجته ، وبالفعل ذهب ليحجز مكاناً لها بالمدرسة القريبة ، فطلب الناظر المعلم في المدرسة أن يتبرع جحا بمسطبتين حجريتين أو خشبيتين للمدرسة كي يتم قبول إبنته ، ولم يفهم جحا هل هذا قانوني أم لا ولكنه هرع لتلبية هذا المطلب وبعدها تم وضع نفرتاري في فصل صغير لا يتعدي ستة أمتار في أربعة أمتار ويحتوي على خمسة وسبعون طفل وطفلة صغار ، وبدأت نفرتاري في تعلم لغتنا الهيروغليفية الجميلة ، وكانت تعود كل يوم مصفرة الوجه منهكة القوى لاتقوى على الوقوف شعرها يشبح حلوى الكنافة إثر خروجها من باب الفصل فضلا عن صعوبة التنفس في هذا الجو الفاسد ، ولكنها كانت تكمل فروضها بذكاء فطري ورغبة فطريه في التعليم والتقدم ، وظلت أسرة جحا تكافح وتقاوم الحياة بصعوباتها الشديدة ومطالبها اللانهائية رغم حياتهم البسيطة ، وفي يوم آخر من أيام جحا المليئة بالكوارث ولكنها في بلده تعد طبيعية ، فوجئ جحا بكهنة يرتدون زي الشرطة ويقولون أن تحت بيت جحا يرقد قبر فرعون قديم يعود لمئات السنين وانهم يجب أن يزيلوا البيت لكي ينقبوا عنه ، ولقد تأكدوا من العرافين والكهنة المختصين بالجغرافيا والفلك من مكان المقبرة ، وتم إخلاء البيت وسط إستغاثات جحا المعتادة وهدم البيت ثوران كبيران تابعان للبلدية والمحافظة التي يقطن فيها جحا ، وفوجئ جحا بعدها أنه تم بناء مركز حجري للتسوق مكان بيته وعلى أنقاضه التى ضمت ما لم يأخذوه من متاع وألعاب نفرتاري التي ظلت تسكن كهفاً في منطقة بعيدة مع والديها البائسان ، وفكر جحا أن ينقل إبنته لمدرسة أخرى قريبة ولكنه غرق في روتينيات الموظفين وصراخهم وقسوتهم وبلادتهم ، ويأس يأساً شديداً ، وظل يبكي في الكهف بعد أن إسودت كل الدنيا في عيناه ، ففكر في حل وحيد يتخلص به من عجزه ، قرر أن يهب نفرتاري لأحد الأمراء أو الأثرياء ليتبناها ويوفر لها حياة تليق بإنسان برئ جميل صغير مثلها ، فإنفجرت الأم بالبكاء وصرخت معرضة رفضها في مشهد درامي صادق ومحزن ، ولكنها في النهاية إصتدمت بقاع الواقع المرير ووجدت أنه من الأفضل أن تكون نفرتاري بعيدة عنهم على الأقل لن تموت جوعاً معهم ، وظلت أعين نفرتاري البنية الحائرة تنظر لوالديها وهي تشعر أن هناك شئ سئ وأسوء من كل مامروا به سوياً ، وبالفعل قبل أحد الاثرياء تبني نفرتاري وقال لجحا أن زوجته لاتنجب وطلب منه التنازل عنها رسمياً وقانونياً وكان قلب جحا يتمزق أثناء إتمام هذه الإجراءات التى أنجزها الموظفين بسرعة خيالية بعد أن تلقوا مبالغ لابأس بها من الرجل الثري ، وإشترط الرجل على جحا أن لايأتي لزيارتها وأنه سيجعلها تزوره كل سنة أو سنتين إذا وجد أن هذا مناسباً ، وخضع جحا وهو يتمزق حقاً من داخله وقال له : أوصيك بإبنتي وقرة عيني لاتقس عليها ، فقال له الرجل : إطمئن ، وعاد جحا لبؤسه وحياته المزرية ، وظل وزوجته يبكون لايام طويله وشهور أطول لايتألمون من البرد أو الجوع أو الخوف ولكن من فراق إبنتهم الوحيدة ، وبعد شهور ماتت زوجته حسرة على إبنتها الوحيدة ، فلم يتحمل جحا وصار شبه مخبولاً وبدأ يجوب الطرقات يلعن الناس والفرعون ويلعن الدنيا ويبكي على زوجته وإبنته ، ووصل لقمة غضبه في يوم ورمى نفسه أمام موكب الفرعون وهو ذاهب لحضور مباراة كرة القدم النهائية بين فريق وادي الكباش وفريق عزبة النخل فقبض عليه حرس الفرعون وإعتقلوه ولم يفرجوا عنه أبداً وإعتقدوا أنه كان يخطط لإغتيال الفرعون ويتنكر في زي مخبول ، ولما كان يقص عليهم قصته كانوا يضحكون منها ومنه وكان هو يضحك أيضاً معهم ثم يبكي ويضحك ويضحك ويبكي معاً ، وكان مسلياً لأبعد الحدود بالنسبة لحراس الفرعون ، ولما سمع الفرعون بالقصة ضحك كثيراً ولكنه عاد ليبحث مشكلة حدثت بين حارس مرمى فريق نادي الكباش وبين مدرب الفريق وأمر بإرجاع حارس المرمى للفريق كي لايحرم الشعب من الإستمتاع بكرة القدم ، ومات بعدها جحا ودفن في حفرة بجوار المعتقل وقام الحرس بتمزيق البردية الشخصية خاصته وكأنه لم يكن يوماً في الدنيا .


تمت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حجارع في المملكه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» احداثيات المملكه
» صور لربيع في بعض مناطق المملكه
» صور بريه للحياة الفطريه في المملكه
» هي جريمه هزت عاصمة المملكه العربيه السعوديه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشعراء في منتدى , بوحمد الحمد الرسمي ..!! , عبدالرحمن بن عثمان 2007 - 2012 ::  القسم الاداري :: الإرشيف العام للموقع الرسمي :: المواضيع المكررهـ والمحذوفهـ-
انتقل الى: