ملتقى الشعراء في منتدى , بوحمد الحمد الرسمي ..!! , عبدالرحمن بن عثمان 2007 - 2012
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



أهلاً وسهلاً يآ: (( زائر )) نورت منتدى بوحمد الحمد الرسمي . المنتدى متخصص للشعر,نثر,قصص,روايات,نقد هادف,تميز وابداع
 
موقع بوحمدالحمدالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
موقع بوحمد الحـمد للشعر والادب يرحب بالجميع .. فأهلاً بكم وسهلاً ...

 

  الإجرام الكتابي وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية والمسيحية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احاسيس ومشاعر
طيبتي أكبـــــر هموومي
طيبتي أكبـــــر هموومي
احاسيس ومشاعر


ذكر
عدد المشــــاركات : 5678
العمر : 37
علم الدوله :  الإجرام الكتابي وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية والمسيحية Saudi_10
المزاج :  الإجرام الكتابي وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية والمسيحية Loves10
نقاطي المكتسية : 5823
الانتساب : 01/01/2008

 الإجرام الكتابي وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية والمسيحية Empty
مُساهمةموضوع: الإجرام الكتابي وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية والمسيحية    الإجرام الكتابي وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية والمسيحية I_icon10الجمعة 20 أبريل - 11:19

دكتور مهندس / محمد الحسيني إسماعيل



في هذا البحث سوف نرى أن غياب فكر البعث والجزاء ـ والمطلق الأخلاقي ـ في كل من الديانتين اليهودية والمسيحية ، إلى جانب وجود طوفان من نصوص الإرهاب والنصوص العنصرية بالغة التطرف في الكتاب المقدس التي تدعو إلى إبادة الآخر ، جعلت من شعوب هاتين الديانتين( اليهودية والمسيحية ) وحوش آدمية تمارس إبادة الآخر بغير رحمة .. وبدماء باردة إلى أبعد الحدود ..!!! وليس هذا فحسب .. بل وجعلتهم يسمونا بـ " الإرهاب " لمجرد قيامنا بمحاولات محدودة من جانبنا ـ نحن الشعوب الإسلامية ـ للدفاع المشروع عن وجودنا وعقيدتنا .. على الرغم من خلو القرآن المجيد تماما من أي نص يدعو إلى الإرهاب .. أو أي نص يدعو إلى التطرف .. أو عدم احترام الغير.. كما سنرى من خلال هذا البحث ..



فكما نرى ـ في الوقت الحاضر ـ أن فكر الإبادة البشرية يقع موقع القلب في الفكر الغربي وليس التاريخ خير شاهد فحسب ( سنأتي إلى بعض من هذه التفاصيل فيما بعد ) .. بل الواقع الحالي أصبح يجسد هذا الفكر متمثل في مآسي المسلمين التي تجري على أيدي الغرب .. وفي مقدمتها مأساة فلسطين ، ومسلمى البوسنة ، واحتلال أفغانستان والعراق ولبنان ، والصمت على كل ما تتعرض له الشعوب الإسلامية من مختلف أنواع القهر والإبادة والتطهير العرقي والقتل العشوائى اليومى ، عن غير وجه حق وبلا سبب إلا لأنهم مسلمون .



وبكل أسف ؛ عادة ما نتعامل ـ نحن العالم الإسلامي ـ مع الديانات الأخرى بسذاجة متناهية .. على أنها مناهج سماوية تدعو إلى مكارم الأخلاق على نحو عام حتى ولو اعتبرنا وجود بعض الخلاف في النص الديني في شكله المباشر أو حتى في واجهة تطبيقه . فلم يتخط منظورنا ـ نحن المسلمين ـ إلى الديانات الأخرى عن خبرتنا ومنظورنا إلى الديانة الإسلامية نفسها ، وبهذا لم يتجاوز فكرنا ـ عن الديانات الأخرى ـ عن الفكر المطلق لما ينبغي أن تكون عليه الديانة بصفة عامة من حتمية وجود المثالية الأخلاقية ، خلفيتنا في هذا فكر الدين الإسلامي نفسه والذي يجمله الرسول الكريم في وصفه لبعثته بقوله ( r ) ( متفق عليه ) ..



" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "



كما لم يتجاوز رؤيتنا ـ نحن العالم الإسلامي ـ للأنبياء عن رؤية المنهاج الإسلامي لهم .. فهم القدوة الأخلاقية للبشرية من جانب .. كما جاء في قوله تعالى للبشرية ..



) لِقَدْ كَانَ لَكُم فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإنَّ اللَّـهَ هُوَ الغَنِىُّ الْحَمِيدُ (6) (

( القرآن المجيد : الممتحنة {60} : 6 )



كما هم الرحمة المهداة للبشرية ـ المختبرة ـ من جانب آخر .. على النحو الذي قـال به المولى ( U ) عن بعثته لمحمد ( r ) ..



) …وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) (

( القرآن المجيد : الأنبياء {21} : 107 )



لتعريف البشرية بالغايات من خلقها ، وبدور الدين في حياة الإنسان ، والذي يتمثل في وجود التشريع المطلق المنزه عن الأهواء البشرية .. ووجود المطلق الأخلاقي الذي يقود البشرية إلى السلام الأرضي .. وسعادة الدنيا وحسن ثواب الآخرة . فلم يخطر ببال المسلم إطلاقا مهما بلغ حجم التحريف في الديانات ـ على الرغم من علمه بوجوده ـ أن يصل هذا الحجم إلى مثل هذا الحد من الإجرام المباشر الذي يدعو الإنسان إلى إبادة أخيه الإنسان تحت دعاوى أسطورية باطلة .. وأفكار خرافية زائفة . كما لم يخطر ببال المسلم إطلاقا أن يتجاوز سلوك الأنبياء والرسل ـ من منظور الكتاب المقدس ـ سلوك السفاحين والقتلة والزناة والخونة ..!!! ونجح الغرب ـ فعلا ـ في إخفاء حقيقة دينه وتدينه .. وخُدِعَ المسلم بحسن نواياه كناتج طبيعي من أن حركته في الحياة يحكمها رادع ديني هائل .. يتلخص في قوله تعالى ..



) وأنَّ لَّيْسَ لِلإنسَانَ إِلاَّ مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأوْفَى (41) (

( القرآن المجيد : النجم {53} : 39 - 41 )



وفي قوله تعالى .. عن البعث والثواب والعقاب ..



) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) (

( القرآن المجيد : الزلزلة {99} : 6 - 8 )



فالمسلم يعي تماما بأن حركته في هذه الحياة يحكمها قانون الابتلاء أو الاختبار الشخصي .. وهو القانون القائم على اختبار قدرة الإنسان على عمل الخير .. ونهي النفس عن عمل الشر .. كغايات من الخلق .. كما جاء في قوله " تعالى " للإنسان على نحو عام ..



) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَـةُ المَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالْشَّـرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) (

( القرآن المجيد : الأنبياء {21} : 35 )



[ ونبلوكم : نختبركم / فتنة : لننظر فيما تفعلون فى هذه الحياة الدنيا ]



ولهذا يضع المسلم نصب عينيه ـ دائما ـ الحديث القدسي [1] عن المولى ( U ) ..



[ ... يا عبادي إنما هى أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله . ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ]



ومن هذا المنظور الديني الواضح .. أصبحت مكارم الأخلاق فطرة داخلية متوارثة أو ضمير ديني ( أخلاقي ) يحكم حركة المسلم في كل خطوة يخطوها في هذه الحياة الدنيا . كما يصبح المسلم ـ من هذا المنظور أيضا ـ ضحية لحسن نواياه وإحسانه الظن بالآخرين .. نظرا لقيمه ومبادئه التى يؤكد عليها ـ دائما ـ كل سطر من سطور كتابه العظيم .. القرآن المجيد ..



ولما كانت الإبادة التي يمارسها الغرب ـ في جميع مراحله التاريخية وحتى الوقت الحاضر ـ تتري من حولنا بصورة لا حدود لها .. وبلا ضمير ديني أو ضمير أخلاقي رادع .. لذا كان يلزم علينا البحث في الديانتين اليهودية والمسيحية .. عن الأصول التي يمكن أن تلقي الضوء على هذه الدوافع الإبادية الإجرامية والوحشية .. والتي تقع خلف تكوين الضمير الديني والأخلاقي ـ الفريد من نوعه ـ لهذا الفكر الغربي ..!!! فبديهي ؛ لا يمكن أن يوجد ما يبرر وجود مثل هذا الكم الهائل من الإجرام الذي نراه ، والذي يتسم به فكر وضمير الغرب سوي غياب المطلق الديني والأخلاقي .. وليس هذا فحسب .. بل وغياب الإله نفسه .. وغياب الحساب ..!!! كما وأن ممارسة الغرب لهذا الكم الهائل من الإبادة البشرية ـ بتلقائية شديدة الاعتياد ـ بلا ضمير أخلاقي يذكر .. ليس له مبرر آخر .. سوى عدم وضوح رؤية الغرب : لمعنى الدين .. ومعنى دور الدين في حياة الإنسان .. ومعنى وجود الغايات من الخلق .. ومعنى وجود البعث والجزاء .. ووجود الثواب والعقاب ..!!!



وبديهي أهم هذه النصوص الدينية جميعا .. والتي يمكن أن تشكل هذا الضمير الأخلاقي في الإنسان هو مفهوم " البعث والجزاء " .. وهو الفكر الذي يشكل ـ أيضا ـ محور أي عقيدة دينية مهما كانت بدائيتها . فوضوح هذا المعني جيدا في الفكر الإسلامي جعل من الفرد المسلم يتعامل بطريقة نمطية مع كل أحداث الحياة .. واضعا نصب عينيه المطلق الديني .. والضمير الأخلاقي الذي يستدق معه حساب النفس إلى أدق الأمور .. حتى إلى حد حساب النفس على النظرة المجردة التي لا تتسم بحسن النوايا تجاه الآخرين .. فما بال الحال مع فكر القتل .. والإبادة ..!!! بديهي لا يرد بخاطر المسلم على الإطلاق . بينما غياب هذا المعنى العام أو عدم وضوح رؤيتـه ـ على الأقل ـ في الديانتين اليهودية والمسيحية هو الذي أدى إلى مثل هذه الكوارث الإجرامية .. واللاأخلاقية التي انتهت إليها البشرية .. والتي نعاني منها جميعا الآن ..!!!



ويهدف هذا البحث بشكل مباشر إلى إلقاء الضوء على عدم وجود فكر " البعث والجزاء " في الديانتين اليهودية والمسيحية بشكل كامل .. وبيان أن هذا الفكر ـ حتى إن وجد ـ غير واضح المعالم بحيث يجعل من تشكيل أي ضمير ديني .. أو حتى أخلاقي معقول .. أمرا مستحيلا . بل وسوف نرى أن الديانة اليهودية ـ على وجه الخصوص ـ تكاد تكون خالية خلوا كاملا من هذه المعاني .. وهنا يصبح الرادع الديني في تشكيل الضمير الأخلاقي للفرد اليهودي غير موجود أصلا لردعه عن ارتكاب أبشع الموبقات .. وأشد المجازر هولا .. بدون الشعور بذنب ما .. يجعله يعيد النظر فيما يقدم عليه من أفعال . فإذا أضفنا إلى هذا المنظور ، منظور آخر ـ أشد بشاعة مما سبق ـ وهو أن الإبادة هي رغبة أو إرادة إلهية متأصلة .. أو .. هي دعوة وتوصية إلهية للشعب اليهودي ( والمسيحي أيضا ) لممارستها .. فلنا أن نتخيل ماذا يمكن أن يسفر عنه هذا الفكر عند تحديد الهوية اليهودية لنفسها .. وعند تحديد علاقتها بالبشرية على نحو عام ( وقد ضل عبد الوهاب المسيري ضلالا بعيدا في تحديد الهوية الدينية لليهود في موسوعته اليهودية .. وسنعود إلى نقدها في دراسة مستقلة ) ..!!!



فإذا انتقلنا إلى الديانة المسيحية ـ والمعروف أن الجزء الأول منها هو النص الكتابي للديانة اليهودية ( وهي الديانة التي لا تعترف أصلا بالديانة المسيحية .. أي أن الكتاب المقدس يحمل بين دفتيه تناقضه الذاتي [2] ) ـ فإننا سوف نجد أن مثل هذا الفكر على الرغم من تغيره بدرجة واضحة .. إلا أنه غير كاف لتشكيل ضمير ديني أو أخلاقي معقول أيضا .. نظرا لتغير مفهوم الجزاء والعقاب من جانب .. ووجود مشاكل في مكان ونوعية الأبرار ( اليهود فقط ) في الفردوس الإلهي من جانب آخر ..!!! وهكذا ؛ انحصر مفهوم الآخرة لدى الفرد المسيحي في اللحاق بالعصر الألفي السعيد الذي سوف يؤسسه المسيح ( أو الإله ) العائد إلى الأرض ( ولمدة ألف سنة سعيدة فقط ) .. بشرط أن يقوم هذا الفرد ـ أي الفرد المسيحي ـ بإبادة الشعوب الإسلامية ومحو الإسلام من الوجود ..!!! ( أنظر دراسة الكاتب السابقة : " إبادة شعوب العالم الإسلامي .. محو الإسلام من الوجود : الشعيرة الأساسية في الديانتين اليهودية والمسيحية " )



· ودعنا نبدأ أحداث هذه الدراسة ..



فمن الأمور المتفق عليها أن فكرة خلود الإنسان ـ أصل الشرائع ـ مرتبطة ارتباطا مباشرا ببعث الإنسان وحسابه ثم جزاءه على ما قدمت يداه .. إن خيرا فخير وإن شرا فشر . ففكر " البعث والجزاء " .. هو فكر قديم بقدم الإنسان نفسه ، فهو يوجد في الديانات البدائية كما يوجد في الديانات الحديثة .. مما يؤكد على فطرية هذا الفكر في النفس البشرية التي خُلِقَ عليها الإنسان . وفي الواقع ؛ قد تمحورت الحضارات الأولى للإنسان حول هذا الفكر ، وربما كانت الحضارة المصرية القديمة هي خير مثال شاهد على هذا .. حيث دارت هذه الحضارة كلها في فلك مفهوم البعث والجزاء . ومن أكبر الأدلة على ذلك وجود هذا الكم الهائل من التراث الإنساني .. والوثائق والصروح المصرية القديمـة ( ومنها الأهرامات ) التي تبين مثل هذا الفكر بوضوح لا لبس فيه . هذا وقد سبق وأن بينت في كتابات سابقة .. أن مثل هذا الاتفاق الإنساني على فكرة ما .. يعتبر " ظاهرة إنسانية " لها نفس معنى " الظاهرة الطبيعية " ، والتي تمتد جذورها إلى داخـل النفس الإنسانية أو الفطرة البشرية .



فخضوع الحشود البشرية لفكر عام واحد .. يمكن أن يدرج هذا الفكر تحت مفهوم القوانين الإحصائية على الأقل ، والتي تخضع لقانون : " التوزيع الطبيعي :Normal Distribution " المعروف . ولهذا يمكن أن يُدْرج هذا الفكر ـ البعث والجزاء ـ تحت ما يمكن أن يسمى بـ " قانون البعث والجزاء الفطري " ، وهو قانون يمكن أن يضاف إلى القوانين الفطرية ( أو الغرائز ) الأخرى التى خلق عليها الإنسان . وبديهي ؛ إلى جانب وجود القانون الخاص بهذا الفكر ودلالاته المستقلة عن الديانة ذاتها ، إلا أن البرهان الخاص به يمكن أن يدرج ضمن أو يأتي تحت برهان صحة الديانة نفسها . بمعنى أن البرهان على صحة الديانة ذاتها يمكن أن يصبح برهانا ضمنيا على صحـة هذا القانون طالما وأن الديانة تحويه في داخل مضامينها الذاتية . والآن ؛ دعنا نقترب بقدر كاف لرؤية هذا الفكر في الديانات اليهودية والمسيحية والإسلام .. ومدى تأثير هذا الفكر على تشكيل الضمير الديني والأخلاقي لدى الفرد في كل ديانة على حدة .



· البعث والجزاء في الديانة اليهودية ( العهد القديم من الكتاب المقدس )



بديهي ؛ لكي ندرس أي فكر لابد لنا أولا من دراسة الكلمات الحاكمة وتعريفها في هذا الفكر حتى يمكننا فهم وتكوين معنى معقول عنه ( أي عن هذا الفكر ) . ومن هذا المنظور ؛ فلكي ندرس فكر " البعث والجزاء " في الديانات المختلفة .. كان يلزم علينا ـ بادئ ذي بدء ـ أن نبحث عن معاني الكلمات والألفاظ الحاكمة التي يمكن أن يتمحور حولها هذا الفكر . وبديهي من هذه الألفاظ أو الكلمات لابد أن تأتي ـ في المقدمة ـ الكلمات التالية :



" البعث " .. " يوم الحساب " .. " يوم الدينونة " .. " الجنة " .. " النار " .. إلى آخره من هذه الأسماء الضرورية التي لا يمكن وصف هذا الفكر بدون اللجوء إلى فهم معانيها كما جاءت بها الديانات المختلفة . وكما هو معروف ؛ فإن العهد القديم من الكتاب المقدس يشمل : التوراة ( أسفار الشريعة أو أسفار موسى الخمسة الأولى ) .. والأسفار التاريخية ، والأسفار الشعرية ، وأسفار الأنبياء ، وهي تمثل في مجموعها النص الكتابي المعتمد لدى الديانة اليهودية . وبمحاولة تتبع أثر معاني هذه الكلمات السابقة في العهد القديم من الكتاب المقدس ، فسوف نجد أن هذا العهد يكاد يخلو تماما من هذه المعاني ..



فكلمة " بعث " لم يأت ذكرها على الإطلاق في العهد القديم من الكتاب المقدس [3] . أما كلمة " اليوم الآخر " فيأتي ذكرها في الكتاب المقدس ( العهد القديم ) في موقع واحد فقط في سياق شكوى ـ تقدمت بها إحدى النساء ـ إلى ملك بني إسرائيل ..



[ (28) ثم قال لها الملك مَالكِ . فقالت إن هذه المرأة قد قالت لي هاتي ابنك فنأكله اليوم ثم نأكل ابني غدا (29) فسلقنا ابني وأكلناه ثم قلت لها في اليوم الآخر هاتي ابنك فنأكله فخبأت ابنها ]

( الكتاب المقدس : الملوك الثاني {6} : 28 - 29 )



وبديهي هـذا السياق ـ المقدس ..!!! ـ اللامعقول .. هو أبعد ما يمكن عن معنى ومفهوم اليوم الآخر والبعث والجزاء .. الذي يمكن أن يأتي به الدين ..!!!



فإذا جئنا إلى عبارة " يوم الدينونة " أو " يوم الحساب " .. فنجد أنه لم يرد ذكرهما على الإطلاق في العهد القديم من الكتاب المقدس ..!!! أمـا كلمة " الجنة " فقد ورد ذكرها " تسع " مرات فقط ، وارتبطت فقط بمعنى الجنة الأرضية التي وضع الله ( I ) فيها " آدم " بعد أن خلقه .. ولم ترتبط بجنة البعث والجزاء . ومن هذا السياق السابق ، جاءت " الجنة " في ثلاثة مواقع ، منها .. عندما سمع آدم وحواء الإله وهو يتمشى في الجنة فاختبأ منه لعريهما ..



[ (8) وسمعا ( آدم وحواء ) الرب الإله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار . فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة (9) فنادى الرب الإله آدم وقال له أين أنت (10) فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فاختبأت (11) من أعلمك أنك عريان . هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك ألا تأكل منها (12) فقال آدم المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت ]

( الكتاب المقدس : تكوين {3} : 8 - 12 )



ويجب أن اشير هنا إلى أن استعراض مثل هذه النصوص يخدم الغرض الأساسي الذي نناقشه .. وهو غياب فكر البعث والجزاء في الفكر اليهودي والمسيحي ، إلا أن هذا العرض يعطي ـ أيضا ـ للقارئ المدقق فكرة لا بأس بها عن الوثنيات الفكرية والنصوص الخرافية الواردة في الكتـاب المقدس نفسه ، حيث أترك هذه المعاني بلا تعليق .. نظرا لوضوحها بدرجة كافية .



وهكذا لم ترد " الجنة " بمعنى جنة البعث والجزاء .. إنما وردت بمعني الجنة التي وضع فيها الخالق آدم بعد خلقه . وفي نصوص أخرى لم يتجاوز معنى " الجنة " عما تنبته الأرض من فواكه ومحاصيل .. أي الجنة الأرضية .. كما جاءت في آخر نص لها في العهد القديم من الكتاب المقدس ..



[ 11 لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الأَرْضَ تُخْرِجُ نَبَاتَهَا، وَكَمَا أَنَّ الْجَنَّةَ تُنْبِتُ مَزْرُوعَاتِهَا ، هكَذَا السَّيِّدُ الرَّبُّ يُنْبِتُ بِرًّا وَتَسْبِيحًا أَمَامَ كُلِّ الأُمَمِ . ]

( الكتاب المقدس : إشعياء {61} : 11 )



وقد كان لخلو التوراة ـ على وجه الخصوص ـ من الحديث عن البعث والجزاء أمرا مستغربا ، وجعلها مثارا للطعن فيها والجدل حولها . ومن أمثلة الاعتراضات التي أثيرت حول خلو التوراة من البعث والجـزاء ، ما ورد في كتاب " تنقيح الأبحاث في الملل الثلاث " لابن كمونة ( وهو اسم الشهرة لسعد بن منصور بن سعد بن الحسن الإسرائيلي الذي عاش في العراق في القرن الثالث عشر الميلادي .. في الفترة : 1215 ـ 1285م ) ، ونذكر منها الاعتراض التالي .. والرد عليه [4] :



[ إن هذه التوراة لم نجد فيها تصريحا بالثواب والعقاب الأخرويين ، وذلك من أهم ما ينبغي ذكره ، وهو الأصل الأعظم في التشريع . فلو كانت التوراة التي بأيدي اليهود منزلة من عند الله تعالى لما جاز خلوها من التصريح بذلك .. ]



ويبرر " ابن كمونه اليهودي " سبب خلو التوراة من الحديث عن البعث والجزاء هو معرفة بني إسرائيل بهذه العقيدة ، ولذلك فهو أمر لا يحتاج إلى تكرار . ويضيف ابن كمونه : " إن خلو التوراة من الحديث عن البعث والجزاء جعل كثيرا من الباحثين يذهبون إلى أن اليهود لا يعتقدون بالبعث والثواب والعقاب في الآخرة ، وهذا يغاير الواقع الذي يصرح به اليهود .



ثم يحاول ( بعض ) أئمة المسيحية البحث عن فكرة البعث والجزاء في العهد القديم من الكتاب المقدس ـ بديهي ـ لأنه جزئية أساسية ومتممة لعقيدتهم ( أي العقيدة المسيحية ) .. فلا يجدوا سوى نصوص باهتة .. وتكاد تكون معدومة المعنى . ويذكر لنا منها الأنبا يوأنس [5] النص المقدس التالي ..



[19تَحْيَا أَمْوَاتُكَ ، تَقُومُ الْجُثَثُ. اسْتَيْقِظُوا ، تَرَنَّمُوا يَا سُكَّانَ التُّرَابِ. لأَنَّ طَلَّكَ طَلُّ أَعْشَابٍ ، وَالأَرْضُ تُسْقِطُ الأَخْيِلَةَ . 20هَلُمَّ يَا شَعْبِي ادْخُلْ مَخَادِعَكَ ، وَأَغْلِقْ أَبْوَابَكَ خَلْفَكَ . اخْتَبِئْ نَحْوَ لُحَيْظَةٍ حَتَّى يَعْبُرَ الْغَضَبُ . ]

( الكتاب المقدس : إشعياء {26} : 19 - 20 )



وهو نص مختلف على تفسيره ، فبالرجوع إلى السنن القويمة في تفسير العهد القديم نجد أن هذا النص لا يشير إلى القيامة في الآخرة ، ولكنه يشير إلى بعث اليهود بعد السبي البابلي ، أي عودتهم إلى أرض فلسطين المغتصبة مرة أخرى ، وكما هو واضح ـ أيضا ـ من النص رقم 20 . فبديهي ؛ تخصيص قيامة الأموات إلى شعب بعينة [ تحيا أمواتك .. ] .. لا يعني يوم القيامة .. لأن يوم القيامة يشمل قيامة كل البشر .. حيث لا تخصيصية فيه لشعب بعينه [6] . ويعترف أئمة الديانة ـ صراحة ـ بأن النصوص عن قيامة الأموات في العهد القديم هي نصوص غير مباشرة . ولهذا يقول " قاموس الكتاب المقدس / ص : 748 ـ 749 " تحت عنوان " القيامة في العهد القديم " [7] :



[ يظهر من الإيمان والإثابة والجزاء الوارد في أيوب ( 19 : 25 - 27 ) بأن القيامة مفهومة ضمنا ، وكذلك تذكر القيامة ضمنا في المواضع التي يعبر فيها عن رجاء الحياة الآتية مع الله وفي حضرته في المزامير ( مثلا : 16 : 9 - 11 .. ) . ويحدثنا إشعياء ( 26 : 19 .. ) عن قيامة المؤمنين ، وكذلك يعلم دانيال ( 12 : 2 ) عن قيامة البعض للحياة الأبدية ، وقيامة آخرين للعار والازدراء الأبدي ، ويصف حزقيال ( في إصحاح 37 ) نوعا من القيامة يرمز إلى نهوض شعب الله ] .



وبملاحظة كلمات هذا التفسير : " عن رجاء الحياة الآتية مع الله وفي حضرته " ، عن قيامة البعض للحياة الأبدية " نجد أن القيامة ليست لكل البشر ( ويمكن ملاحظة هذا الاعتقاد في الفكر المسيحي .. عند قراءة نعي الفرد المسيحي في الصحف .. حيث يحوي النعي ـ عادة ـ على جملة : " راقد على رجاء القيامة " .. ) .



وهكذا نجد جميع ما ورد ذكره عن قيامة الأموات يأتي ضمنيا وليس بنصوص مباشرة ، كما يعترف بهذا قاموس الكتاب المقدس . وحتى فكرة البعث والجزاء التي وردت في سفر دانيال .. التي يشير إليها " قاموس الكتاب المقدس " تقول :



[2 وَكَثِيرُونَ مِنَ الرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ الأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ ، هؤُلاَءِ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ ، وَهؤُلاَءِ



إِلَى الْعَارِ لِلازْدِرَاءِ الأَبَدِيِّ . ] [8]

( الكتاب المقدس : دانيال {12} : 2 )



وهو نص موجه أساسا للشعب اليهودي ، وحتى عند إحسان الظن بهذا النص ، فهو لا يقول ببعث كل الناس .. لقوله [ وكثيرون من الراقدين في تراب الأرض يستيقظون .. ] .. أي أن كثيرين فقط هم الذين سيبعثون ..!!! كما لا يشير النص إلى أي أسس ـ أخلاقية مثلا ـ يمكن أن تحدد من هم الذين سيبعثون .. إلى الحياة الأبدية .. ومن هم إلى الازدراء والعار الأبدي ..؟!! كما لا يبين هذا النص وجود أي ارتباط بين الحياة الأبدية وبين الخلاص الإنساني بمعنى غفران الذنوب ووجود السعادة الأبدية ..!!!



وعموما فهذا كل ما ورد ذكره عن " البعث والجزاء " [9] في العهد القديم ( أي الديانة اليهودية ) ..!!! وهي ، كما نرى ، نصوص غير كافية تماما لشرح هذه المعاني . وفي أحسن أحوالها ؛ حتى إذا مثلت الاعتراف الضمني بقيامة الإنسان من بعد موته فلا يوجد في هذه المعاني ما يشير من قريب أو بعيد لأسس الحساب أو الجزاء التي تصاحب هذه القيامة ..!!! وهنا يمكن أن نصل إلى أن تشكيل الضمير الأخلاقي لدى الفرد اليهودي يمكن أن يتشكل بعيدا عن معنى البعث والجزاء تماما .. وهو ما يعكس ويفسر التوحش الكامل عند اليهود ( ومعهم الشعوب المسيحية ) في علاقتهم بالغير .. وخصوصا إبادة الشعب الفلسطيني الأعزل .



والآن إذا كان العهد القديم يمثل أساس العقيدة اليهودية .. وهو لا يحوي أي معنى يعول عليه لشرح فكرة " البعث والجزاء " .. فلا يبقى لديهم سوى بعض الأفكار المضطربة المستخرجة من التلمود ( الشريعة الشفهية ) .. ليس لها ما يساندها من نصوص مكتوبة في التوراة ( أسفار موسى عليه السلام ) تتعلق بمستقبلهم عند الله بعد الموت .. ولهذا يقول : "ول ديورانت " في قصة الحضارة عن غياب هذا الفكر في العقيدة اليهودية :



[ ولم تبن فكرة البعث في خلود اليهود إلا بعد أن فقدوا الرجاء في أن يكون لهم سلطان في هذه الأرض ، ولعلهم أخذوا الفكرة عن الفرس ، أو لعلهم أخذوا شيئا منها عن المصريين القدماء ، ومن هذه الخاتمة الروحية ولدت المسيحية ] [10]



وبهذه المعاني يصبح اليهود .. أقرب ما يكونوا .. إلى أقوام .. لا بعث لهم .. ولا حساب لهم .. ولا دينونة لهم .. ولا جزاء .. ولا ثواب .. ولا جنة .. ولا نار . فالقضية ـ إذن ـ ديانة فحسب .. لم ترق حتى إلى مستوى الديانات المصرية القديمة أو حتى إلى مستوى الديانات البدائية التي تؤمن بالبعث والحساب والجزاء . فالبعث والجزاء ( متمثل في الثواب والعقاب ) هو الأمر الذي يفرض نفسه بشكل جبري ـ فيما بعد ـ على تشكيل الضمير الديني والأخلاقي لدى الإنسان .. وضرورة التمسك بصور مكارم الأخلاق .. كضرورة تحتمها فكرة نيل الخلاص [11] المأمول والسعادة الأبدية المرجوة .



· من النصوص الإجرامية والوحشية في الكتاب المقدس ..



وبعد تقديم هذا البعد الديني الهام .. الخاص بعدم وضوح رؤية البعث والجزاء في الديانة اليهودية .. يمكننا أن نفهم معنى تشكيل الضمير الديني والأخلاقي .. في الفكر الغربي ( لاحظ أن : الديانة اليهودية هي الجزء الأول من الديانة المسيحية ) . فإذا أضفنا إلى ما سبق .. الأمر الإلهي المباشر ـ لكل من يؤمن بالكتاب المقدس ( أي الأمر الإلهي لكل من : اليهود والمسيحيين على حد سواء ) بإبادة البشر .. كما جاء في النص المقدس التالي ..



[10« حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ، 11فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. 12وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا. 13وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 14وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 15هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا. 16وَأَمَّا مُدُنُ هؤُلاَءِ الشُّعُوبِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا فَلاَ تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَّا ]

( الكتاب المقدس : تثنية { 20 } : 10 - 16 )



يمكننا أن نرى أن : الإبادة .. والنهب .. والسبي .. هي جزئية أساسية من تشكيل الضمير الديني والأخلاقي لدى الفرد الغربي سواء اليهودي [12] أو المسيحي كل على حد سواء ( ما زلت أكرر بأن الديانة اليهودية هي الجزء الأول من الديانة المسيحية ) ..!!!



فكما نرى ـ من هذا النص المقدس السابق ـ أن فكرة القتال والبدء به هي حرية مشروعة يمكن أن يبدأ بها الغرب متى شاء ..وكيف شاء ..!!! وبديهي ؛ منها تبني الضربات الاستباقية والعدوان على العالم الإسلامي ..!!! فلا مرجعية لمطلق ديني أو أخلاقي .. وعدوانهم لا يخضع لقيـود ما .. بـل هو منظور نسبي فحسب . وكذلك نرى ؛ أن الإبـادة الكامـلة أو الشاملة ـ والتي تجـرى بلا رحمة وبلا إنسانية ـ هي من نصيب شعوب المناطق المجاورة لهم ..!!! أما الإبادة الجزئية والنهب والسبي ـ كما يقول بهذا الإله ـ فهي من نصيب الشعوب الأكثر بعدا عنهم ..!!!



ولا توجد لديهم أدنى رحمة أو شفقه ولا ترأف بالغير في دعوة الرب لهم في نصوصه المقدسة .. كما جاء هذا في سفر حزقيال .. على لسان الرب ..



[5وَقَالَ ( الرب ) لأُولئِكَ فِي سَمْعِي: «اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ ( وراء القائد ) وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفُقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ، اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ ، وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَابْتَدَأُوا بِالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: «نَجِّسُوا الْبَيْتَ، وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ . ]

( الكتاب المقدس : حزقيال { 9 } : 5 - 7 )



أي لا شفقة ولا رحمة ولا عفو .. اقتلوا الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء ..!!! أي إبادة كاملة ..!!! وأليس هذا ما حدث عندما دخل الصليبيين بيت المقدس لأول مرة ..؟!!! عندما ذبحوا ( 70 ) ألف مسلم في يوم واحد ..!!! ومن نجى من المسلمين .. لم يكن شفقة أو رحمة بهم .. بل كان نتيجة إرهاق الصليبيين من كثرة ما مارسوا من القتل ..!!!



وكذلك نرى في النص السابق أن الكتاب المقدس هو الكتاب الديني الوحيد الذي يأمر بقتل الأطفال ..!!! ويتأكد هذا المعنى ـ أيضا ـ في أوامر موسى ( عليه السلام ) لقواد جيشه عندما نهرهم لتركهم قتل الأطفال والنساء ..



[17فَالآنَ اقْتُلُوا كُلَّ ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا. ]

( الكتاب المقدس : عدد { 31 } : 17 )



وهو ما جاء ـ أيضا ـ في سفر إشعياء على لسان الرب ..



[16وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ ، وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ . ]

( الكتاب المقدس : إشعياء { 13 } : 16 )



وأليس هذا ما شاهدناه بتمامه في البوسنة والهرسك .. وفي فلسطين ؟! ألم يكونوا يحطمون رؤوس الأطفال بالحجارة .. وثمة وجود تسجيلات لأطفال رُضع مهشمة رؤوسهم تماما يتقاذفها الجنود الإسرائيليين فيما بينهم .. ولكن ـ وبكل أسف ـ لا يذيعها إعلامنا الخائن بكل المقاييس ..!!! وليس هذا فحسب بل ويضعون الأطفال ـ في البوسنة ـ في خلاطات الأسمنت .. ويعلقونهم بمسامير كبيرة في الأشجار ويتركونهم ينزفون حتى الموت ..!!! ثم ألم تفضح نساء المسلمين في البوسنة والهرسك أمام أعين الرجال ..؟! فقد كانوا يهتكون أعراض النساء والعذارى .. ثم يتركوهم ليعودوا إلى أهلهم وهن عاريات تماما كما ولدتهم أمهاتهم ..!!!



وأنهي هذا العرض بإعطاء مثال واحد عن معنى : " الإبادة المثالية للمدن والقرى " التي يحل فيها بنو إسرائيل .. والتي يوصي بها الرب ـ في كتابه المقدس ـ كل من الشعوب المسيحية واليهودية على حد سواء .. لأنهم يتقاسمون نفس التراث ..!!! فبعد أن استولى يشوع ( خليفة موسى عليه السلام )على مدينة " أريحـا " الفلسطينية .. ودخلها هو ومن معه .. فماذا فعلوا ..؟!!!



[21 وَحَرَّمُوا ( أي ذبحوا بلا رحمة [13] ) كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. 22 .. .. .. 24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا ، إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ. 25 .. .. .. 26وَحَلَفَ يَشُوعُ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ قَائِلاً: «مَلْعُونٌ قُدَّامَ الرَّبِّ الرَّجُلُ الَّذِي يَقُومُ وَيَبْنِي هذِهِ الْمَدِينَةَ أَرِيحَا.. ]

( الكتاب المقدس : يشوع {6} : 21 - 26 )



ومن هذا النص ( المقدس ..!!! ) نرى أن الإبادة المثالية تتم : بذبح كل من وما في المدن .. من رجل وامرأة من طفل وشيخ .. حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف .. ثم إحـراق المـدن بالنـار بكل ما فيها ..!!! فهذه هي العظات الدينية للكتاب المقدس لكلا الشعبين اليهودي والمسيحي ( الذي يؤمن ـ أيضا ـ بعظات الكتاب المقدس ) ..!!! كما يبين لنا هذا النص : لماذا تنازل اليهود عن مدينة أريحا للفلسطينيين .. لأنه ملعون ـ أمام الرب ـ كل من يبني هذه المدينة ..!!!



فهذه هي تعاليم كتابهم المقدس الرهيبة .. ثم يرمونا بالإرهاب .. وهم المدارس الأولى والوحيدة للإرهاب في العالم ..!!! وأكتفي بهذا القدر .. ولمزيد من التفاصيل لرؤية حرب الإبادة الشاملة التي أجراها بنو إسرائيل على شعوب هذه المنطقة في التاريخ القديم .. على وجه الخصوص .. هذا عدا المذابح المسجلة لهم في العصر الحديث .. ومسار اتفاقيات السلام وتقييمها .. يمكن للقاريء ـ المهتم ـ الرجوع إلى مرجع الكاتب السابق : " بنو إسرائيل : من التاريخ القديم وحتى الوقت الحاضر " ( الطبعة الثانية ـ مكتبة وهبة ـ القاهرة / عابدين ) .

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bohmad.yoo7.com
احاسيس ومشاعر
طيبتي أكبـــــر هموومي
طيبتي أكبـــــر هموومي
احاسيس ومشاعر


ذكر
عدد المشــــاركات : 5678
العمر : 37
علم الدوله :  الإجرام الكتابي وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية والمسيحية Saudi_10
المزاج :  الإجرام الكتابي وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية والمسيحية Loves10
نقاطي المكتسية : 5823
الانتساب : 01/01/2008

 الإجرام الكتابي وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية والمسيحية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإجرام الكتابي وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية والمسيحية    الإجرام الكتابي وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية والمسيحية I_icon10الجمعة 20 أبريل - 11:20

البعث والجزاء في الديانة المسيحية ( العهدين القديم والجديد )



والآن ؛ إذا انتقلنا إلى الديانة المسيحية ، أي إلى العهد الجديد من الكتاب المقدس ( لاحظ أن العهدين يشكلان معا النص الكتابي للديانة المسيحية ، أي الكتاب المقدس ) فربما نجد أن هذه الأمور قد تحسنت قليلا .. بمعنى أننا سوف نجد بعض النصوص تشير إلى قيامة الإنسان من بين الأموات .. نظرا لقيامة المسيح نفسه من بين الأموات .. كما نجد الربط اللازم بين معاني الخلاص ( أي الحساب والجزاء ) وبين مكارم الأخلاق ( إلى حد ما ) . ولكن سرعان ما يتبدد هذا الوضع .. وأن تنقلب الأمور رأسا على عقب .. فيصبح نيل الخلاص لا علاقة له بمكارم الأخلاق .. بل تبقى الأخلاق عثرة ضخمة تحول دون دخول الفرد المسيحي الفردوس السمائي ..!!! هذا بفرض وجود مكان له في هذا الفردوس .. حيث ما زالت مشكلة مكان الأبرار في السماء معلقة وبلا حل أمام رجال الدين المسيحي .. حتى الوقت الراهن ..!!!



وقبل البدء في شرح وتحليل هذا الفكر السابق .. دعنا ـ أولا ـ نؤكد على أن كل ما ورد ذكره في العهد القديم ـ من الكتاب المقدس ـ ويؤمن به الشعب اليهودي ، هو نص إيماني ملزم للشعب المسيحي أيضا .. لقول المسيح ..



[ (17) لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء . ما جئت لأنقض بل لأكمل ]

( الكتاب المقدس : متى { 5 } : 17 )



ومن هذا المنظور ـ وباتفاق جميع الكنائس ـ تصبح جميع النصوص الإبادية السابق ذكرها في الديانة اليهودية .. هي نصوص إيمانية سارية المفعول ( أو سائدة ) في الفكر المسيحي أيضا .. كما هي نصوص إيمانية سائدة في الفكر اليهودي ..!!! والآن إلى المناقشة والتحليل ..



يقول نيافة الأنبا يوأنس [14] : " لعل من أروع ما كتب عن حقيقة قيامة الأجساد في العهد الجديد ، ما دونه معلمنا بولس الرسول في إصحاح بأكمله هو الإصحاح الخامس عشر من رسالته الأولي إلى كنيسة كورنثوس .. " حيث يذكر لنا بولس الرسول .. في سفره هذا ..



[ (13) فإن لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام (14) وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم (15) ونوجد نحن أيضا شهود زور لله لأننا شهدنا من جهة الله أنه أقام المسيح وهو لم يقمه إن كان الموتى لا يقومون (16) لأنه إن كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام ]

( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس { 15 } : 13 - 16 )



وهكذا ؛ يدل هذا النص على ضرورة الإيمان بقيامة الموتى طالما وأن المسيح ذاته ( أى الإله بعد تجسده ) قد قام من بين الأموات وانتصاره على الموت . وقصة انتصار الإله على الموت وانتزاع سلطة الموت من الشيطان هي قصة شائقة ، ويمكن الرجوع إلى " تفاصيلها " في مرجع الكاتب السابق [15] ، ولكن ما يعنينا هنا هو البحث وراء فكر " البعث والجزاء " . وهكذا نجد أن المسيحية تؤمن بالبعث .. وحسنا ما فعلوا ..



ثم نأتي إلى الربط بين مكارم الأخلاق .. وبين نيل الخلاص .. حيث يقول نيافة الأنبا يوأنس :



" لا نستطيع أن نتعرض بالشرح لكل فئة من الممنوعين من السماء على حدة ، ولكننا نتأمل بعض الآيات التي جاءت بالكتاب المقدس وفيه إشارة إلى بعض عينات من الممنوعين :



[ (9) أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله . لا تضلوا . لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ( متخنثون ) ولا مضاجعون ذكور (10) ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت الله ]

( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس { 6 } : 9 - 10 )



ومن هذا النص المقدس نجد طائفة كبيرة من الممنوعين من ميراث ملكوت الله .. منهم الظلمة .. والزناة .. وعبدة الأوثان .. والمتخنثون .. ومضاجعو الذكور .. إلى آخره ..!!! وعلى الرغم من وجود النص المباشر بأن المتخنثين ومضاجعي الذكور لا يرثون ملكوت الله .. إلا أننا نجد بعض الكنائس تقوم بعقد قران رجل على رجل آخر [16] ، وليس هذا فحسب بل نجد أن الشذوذ الجنسي متفشي بنسبة كبيرة بين رجال الدين المسيحي .. حيث يرى بعض علماء الاجتماع الأمريكيين أن القس المسيحي الشاذ يكون قد اعـتدي ـ في المتوسط ـ على حوالي 50 طفلا على مدى 25 سنة من خدمته في سلك الكهنوت ..!!! وقد أكد أخيرا تقرير عن الكنيسة الأسقفية الأمريكيـة ـ أكـبر طـوائف الكنيسة البروتستانتينية ـ عن وجـود الشواذ والشاذات جنسيا [17] فى سلك الكهنوت ، وأن عددهم يقدر بحوالي 20 % من التعداد الكلي لرجال الدين المسيحي في الولايات المتحدة ، وإن هذا الأمر لم يعد سرا الآن ..!!!



فاصلهفاصلهفاصلهفاصله

ولكن التطور الجديد في الكنيسة المسيحية ـ في الوقت الحاضر / يناير 2008 ـ أن تتقدم القسيسة السحاقية " تريسي ليند " لترشيح نفسها لشغل منصب أسقف كنيسة شيكاغو ، وتقول لقد سبقها إلى هذا المنصب الأسقف المجاهر بشذوذه الجنسي القس ( جين روبنسون ) أسقف نيوهامبشر ، عام 2003م . وفي حال فوز هذه القسيسة فستكون الحالة الثانية لأسقف نصراني يتبوأ هذا المنصب بينما يمارس الفحش مع شخص يماثله في الجنس ولكن هذه المرة المرأة بالسحاق ..!!! وأضافت القسيسة السحاقية أن يسوع المسيح ( الإله بزعمهما ) هو من يريد لها أن تترشح لهذا المنصب حتى تخدم عمل الرب الجديد في الكنيسة ـ على حد تعبيرها ـ في اشارة ضمنية منها إلى استيعاب المزيد من الشاذين والسحاقيات في أروقة الكنائس .



والجدير بالذكر ؛ أن أبرشية نيوجرسي وأبرشية كالفورنيا قد رشحت قبلها اثنين من القساوسة الشاذين جنسياً لهذا المنصب في انتخابات كنائسية سابقة إلا أنهما لم يحظيا بالنجاح في الفوز بالمنصب . فهذه هي المسيحية ..!!!



فاصلهفاصلهفاصلهفاصله

والآن ؛ كيف يمكن أن يقول الكتاب المقدس بحرمان مضاجعي الذكور من ملكوت الله وتقوم الكنائس الغربية بإسباغ الشرعية على هذه المضاجعة .. إلى حد ممارسة رجال الدين أنفسهم لهذا الشذوذ ؟!!! فهل هناك شك في فهم معنى ملكوت الله أم أنه يمكن التغاضي عن مثل هذه الذنوب كما يمكن التكفير عنها ببساطة شديدة ..؟!!! وترجع أهمية الإجابة على هذا السؤال إلى كونها ـ أي الإجابة ـ تلقي الضوء على كيفية تشكيل الفكر الأخلاقي في العقيدة المسيحية نفسها .. وموقف الفرد المسيحي من ممارسة كبائر الذنوب ..



ففي الواقع ؛ يمكن تفسير هـذا الوضع المتناقض للكنيسة ، إذا علمنا بالآتي :



أولا : أن بعض نصوص الكتاب المقدس تسرد لنا أسوأ أنواع الفواحش ( ومنها زنا المحارم ) علي أنها أفعال تكاد تكون طبيعية وعادية لا غرابة فيها .. منها على سبيل المثال .. زنى لوط بابنتيه .. كما يحكي هذه القصة الكتاب المقدس ..



[ (30) وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه .. (31) وقالت البكر للصغيرة أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض (32) هلم نسقي أبانا خمرا ونضطجع معه .. (33) فسقتا أباهما خمرا تلك الليلة . ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها .. (34) وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة إني اضطجعت البارحة مع أبي . نسقيه خمرا الليلة أيضا فادخلي اضطجعي معه . فنحي من أبينا نسلا (35) فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة أيضا . وقامت الصغيرة واضطجعت معه .. (36) فحبلت ابنتا لوط من أبيهما (37) فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب . وهو أبو الموآبيين إلى اليوم (38) والصغيرة أيضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي . وهو أبو بني عمون إلى اليوم ]

( الكتاب المقدس : التكوين {19} : 30 - 37 )



كما يأمر الرب الإله الأنبياء ببمارسة الزنا ( فما بال الرجل العادي ) .. فيأمر النبي " هوشع بن بئيري " بالذهاب ليعاشر زوجة زانية أو عاهرة .. ويأتي منها بأولاد زنى .. على حسب النص ( المقدس ..!!! ) التالي ..



[ 2 أَوَّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ ، قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ : « اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى ، لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ » . ]

( الكتاب المقدس : هوشع {1} : 2 )



والنص بالإنجليزية كما يأتي في نسخة الملك جيمس كالآتي :



[ 2 The beginning of the word of the LORD by Hosea. And the LORD said to Hosea, Go, take unto thee a wife of whoredoms and children of whoredoms: for the land hath committed great whoredom, departing from the LORD. ] ( KJV, HOSEA 1:2 )



ثانيا : تلغى النصوص المقدسة " المسئولية الإنسانية " فى فكر الخلاص على نحو عام . حيث يبين لنا الكتاب المقدس أن " الخلاص : والذي يعنى غفران الخطيئة " فى الفكر المسيحي هو ناتج طبيعي أو ناتج تلقائي من الإيمان بالمسيح فقط ..!!! وليس له علاقة بصالح .. أو بطالح الأعمال ، بل هو هبة من الله .. حتى لا يفتخر أحد بصالح أعماله ..!!! كما قال بهذا بولس الرسول ( مؤسس المسيحية ) .. في النص المقدس التالي ..



[ 8 لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ ، بِالإِيمَانِ ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ . هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ . 9 لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ . ]

( الكتاب المقدس : رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسُس {2} : 8 - 9 )



ثالثا : الاعتراف بالذنب أو الخطيئة يمكن أن يسقط القصاص والعقاب ..!!! فمن المعروف ـ من منظور الكتاب المقدس ـ أن المسيح قد صلب ومعه لصان آخران .. وكانت الجموع المحتشدة لرؤية حادثة الصلب هذه .. تستهزئ بالمسيح .. كما كان اللصان المصلوبان معه يستهزئان به أيضا .. بل ويسخران منه كذلك ..



[ (39) وكان المجتازون ( المارة ) يجدفون عليه ( يشتمونه ) وهم يهزون رؤوسهم (40) قائلين يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام خلص نفسك . إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب (41) وكذلك رؤساء الكهنة أيضا يستهزئون مع الكتبة والشيوخ .. .. (43) قد اتكل على الله فلينقذه الآن إن أراده . لأنه قال أنا ابن الله (44) وبذلك أيضا كان اللصان اللذان صلبا معه يعيرانه ( أي يسخران منه بمثل هذا الكلام ) ]

( الكتاب المقدس : إنجيل متى { 27 } : 39 - 44 )



ولكن يعترف أحد اللصين بذنبه .. فيكون في الفردوس السمائي مباشرة مع الرب لمجرد اعترافه .. كما جاء هذا في النص المقدس التالي ..



[ (39) وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه ( يسخر منه ) قائلا إن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا (40) فأجاب الآخر وانتهره قائلا أولا أنت تخاف الله إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه (41) أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلنا . وأما هذا فلم يفعل شيئا ليس في محله (42) ثم قال ليسوع اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك (43) فقال له يسوع الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس ]

( الكتاب المقدس : لوقا { 23 } : 42 - 43 )



ومن هذا المنظور ، نرى أن مجرد الاعتراف بالذنب يكفي للعفو عن المذنب وإعفائه من القصاص .. بل ووضع اللص في الفردوس الأعلى مع الإله . وهو ما يعني أن الإيمان بالمسيح فقط .. والاعتراف بالذنب يكفيان لكي يكون الإنسان مبشرا بالجنة في الفكر المسيحي [18] ..!!!



وفي الواقع ؛ يطبق هذا الفكر في الكنائس تحت طقس : " الاعتراف " ( أي غفران الذنوب ) . فمجرد اعتراف المذنب للقس بذنوبه .. فإن هذا يكفي لمحو الذنوب ..!!! وليس بالسعي نحو التوبة ( بشروطها ) وطلب المغفرة من الله ـ سبحانه وتعالى ـ كما في الدين الإسلامي .



وليس هذا فحسب .. بل وذهب بولس الرسول ـ مؤسس المسيحية ـ بلعن كل من يعمل بالشريعة ( أي بلعن كل من يعمل بمكارم الأخلاق ) .. كما جاء هذا في رسالته إلى أهل غلاطية ..



[ (10) أما جميع الذين على أعمال الشريعة ، فإنهم تحت اللعنة .. ]

( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : غلاطية 3 : 10 )



ولم يكتف بولس بهذا .. بل ولعن الإله نفسه ( أي المسيح ) .. كما جاء هذا في رسالته إلى أهل غلاطية أيضا ..



[ (13) إن المسيح حررنا بالفداء من لعنة الشريعة ، إذ صار لعنة عوضا عنا .. ]

( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : غلاطية 3 : 13 )



وهكذا ؛ صار الإله ملعون بالنيابة عن الإنسان المخطيء ..!!! فبدلا من أن يُلعن الإنسان بخطيئته .. أصبح الإله هو الملعون بخطيئة الإنسان ..!!! وهكذا ؛ كلما إزدادت خطيئة الإنسان .. كلما إزدادت اللعنة فوق راس الإله ..!!! وبديهي والحال كهذا ؛ لا حاجة للإنسان لطلب الصفح أو المغفرة من الإله .. طالما وأن اللعنة تنتقل تلقائيا من الإنسان إلى الإله .. وأن الإله يقبل بهذا ..!!!



وبأخذ ما سبق في الاعتبار ؛ يمكننا فهم ـ الآن ـ سلوك بعض باباوات الكنيسة الكاثوليكية بروما .. ومنهم من كان يعاشر بناته جنسيا ( البابا ألكسندر السادس ) ، ومنهم من كان يعاشر أمه معاشرة الأزواج ( البابا يوحنا الثاني عشر ) ..!!!



ثم ننتقل إلى النقطة الثانية من هذا التحليل .. وهي مشكلة مكان الأبرار من المسيحيين في الفردوس السمائي ..!!! والإجابة على هذا السؤال يستلزم شرحه بعض الإفاضة خصوصا عندما نعلم أن الفرد المسيحي لا مكان له في هذا الفردوس السمائي أصلا ..!!! لاعتبارات كثيرة منها : أن الفرد المسيحي ليس من ضمن " شعب الله المختار " .. حيث يؤكد الكتاب المقدس على أن الفردوس السمائي لن يدخله سوى ( 144 ألف ) يهودي فقط .. هذا من جانب .. ومن جانب آخر ؛ ضيق مساحة الفردوس السمائي .. حيث يبيّن الكتاب المقدس أن مساحة الفردوس السمائي تبلغ حوالي 56% من مساحة الولايات المتحدة الأمريكية فقط .. وبهذا لن يستوعب أعداد البررة ( الكلاب ) من المسيحيين على مر الأزمان والأجيال [19] .. وهو ما دفع برجال الدين المسيحي إلى الاعتقاد في ضرورة أن يتكون الفردوس الإلهي من طوابق ـ على غرار الفنادق ـ في حالة نجاحهم في وجود نص مقدس يسمح للأبرار ( الكلاب .. للمرة الثانية ) بدخول هذا الفردوس الإلهي ..!!! ويمكن الرجوع إلى الدراسة السابقة : " إبادة شعوب العالم الإسلامي ومحو الإسلام من الوجود : الشعيرة الأساسية في الديـانتين اليهودية والمسيحية " لـرؤية بعض التفاصيل حول هذه المعاني .



وننتهي من التحليل السابق بالآتي :



1. لا يوجد بعث مؤكد للفرد اليهودي أو المسيحي ..!!! ويمكن ملاحظة هذا المعنى .. عند قراءة نعي الفرد المسيحي في الصحف .. حيث يحوي النعي ـ عادة ـ على جملة : " راقد على رجاء القيامة " .. وهو ما يعكس عدم تأكد الديانة المسيحية من وجود البعث بعد الموت ..!!!



2. أن الجزاء ( أو العقاب ) ـ في المسيحية ـ يمكن أن يمحى ببساطة شديدة بمجرد الاعتراف بالذنب أو بالخطيئة ..!!!



3. أن العمل بمكارم الأخلاق يعرض الفرد المسيحي للعنة ..!!! ويكفي أن يؤمن الفرد المسيحي بيسوع ( أي يؤمن بالمسيح كإله ..!!! ) لكي يحمل عنه الإله اللعنة .. ويصير الإله هو الملعون بدلا من الإنسان عند ارتكاب الإنسان لأي خطيئة ..!!!



4. لا يوجد للفرد المسيحي ـ أصلا ـ مكان في الفردوس السمائي .. لأنه ليس من شعب الله المختار ( أي ليس من الـ 144 ألف يهودي ) .. وبالتالي ليس للفرد المسيحي بعثا ..!!! هذا من جانب ، ومن جانب آخر ؛ فإن ضيق مساحة الفردوس السمائي لا تسمح ببعث الأبرار من المسيحيين .. حيث لا يوجد لهم مكان في الفردوس ..!!!



لهذا حدث بلا حرج حول تشكيل الضمير الديني والأخلاقي لدى الفرد المسيحي ..!!! أي لا دين ولا أخلاق .. ولا بعث ولا جزاء .. ولا ثواب ولا عقاب ..!!! فهذه هي الديانة المسيحية .. يفعل فيها الإنسان ما يشاء بدون حساب أو عقاب .. ويالها من ديانة ..!!! لهذا يصفهم المولى عز وجل .. بقوله تعالى ..



) أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) (

( القرآن المجيد : الفرقان {25} : 43 - 44 )



ولا بأس ـ إيضا ـ من أن تحتوي " مسيحية المحبة " .. ( إلى جانب احتوائها على العهد القديم والإيمان بنصوصه الإبادية الإجرامية ) على نصوصها الإبادية الخاصة بها .. والتى تسمح هي الأخرى بالذبح والإبادة .



فحقيقة الأمر أن الديانة المسيحية ـ أو مسيحية المحبة كما يدعي أهلها ـ ليست ديانة سلام على الإطلاق .. بل هي ديانة حرب وإبادة ..!!! فهي الديانة التي تسعى لتدمير السلام على الأرض وإشعال النار فيها .. بل ونشر الانقسام والتناحر بين شعوبها ..!!! كما جاء هذا في نصهم ـ المقدس ـ التالي .. حيث يقول " إله مسيحية المحبة " ..



[ (49) جِئْتُ لأُلْقِيَ عَلَى الأَرْضِ نَاراً ، فَلَكَمْ أَوَدُّ أَنْ تَكُونَ قَدِ اشْتَعَلَتْ ؟ (50) وَلكِنَّ لِي مَعْمُودِيَّةً عَلَيَّ أَنْ أَتَعَمَّدَ بِهَا، وَكَمْ أَنَا مُتَضَايِقٌ حَتَّى تَتِمَّ ! (51) أَتَظُنَّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُرسِيَ السَّلاَمَ عَلَى الأرْضِ ؟ أَقُولُ لَكُمْ : لاَ ، بَلْ بِالأَحْرَى الانْقِسَامَ ]

( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : إنجيل لوقا : {12} : 49 – 51 )



وليس هذا فحسب .. بل يأمر ـ إله المحبة ـ شعوب العالم المسيحي بذبح كل مخالفيهم .. وذبح كل من لا يؤمن به ( أي كل من لا يؤمن " بالمسيح كإله " ) .. كما جاء هذا في نصهم ـ المقدس ـ التالي ..



[ (27) وَأَمَّا أَعْدَائِي أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ ، فَأَحْضِرُوهُمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي ( slay them before me ) ! ]

( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : إنجيل لوقا : {19} : 27 )



وهذا النص يمثل قمة التعصب الدموي في أشقى معانيه .. فـ " أملك عليهم .. " يعنى أن يكون المسيح ملكا وإلها عليهم . أما الأعداء فهم أى شعب لا يرتضى فكرهم بأن يكون عيسى إلها ..!!! . فيقول السيد المسيح لأتباعه .. " فأتوا بهم .. " ، أى بهؤلاء ، أو بهذا الشعب الذي لا يرتضى بهذا التتويج أو هذا المنهاج " .. واذبحوهم قدامى .. " أى تحت قدمي في تراجم أخرى . وبديهى إن لم يكن السيد المسيح موجودا بالكيان الفيزيائي له وقت ذبح الأعداء ، فلا بأس من أن يتم الذبح أمام أى رمز أو وثن يشير إليه بشكل أو بآخر . والآن ؛ أين فكر " قبول الآخر " في هذا النص المقدس ..؟!!!



ولم تقتصر مسيحية المحبة على ذبح المخالفين فحسب .. بل يقرر الكتاب المقدس أيضا ؛ بأن على شعب الأبرار ـ سواء كانوا من اليهود أو المسيحيين ـ أن يغسلوا أرجلهم بدماء الأشرار ..



[ (10) يَفْرَحُ الأَبْرَارُ حِينَ يَرَوْنَ عِقَابَ الأَشْرَارِ ، وَيَغْسِلُونَ أَقْدَامَهُمْ بِدَمِهِمْ . (11) فَيَقُولُ النَّاسُ: « حَقّاً إِنَّ للِصِّدِّيقِ مُكَافَأَةً ، وَإِنَّ فِي الأَرْضِ إِلَهاً يَقْضِي » . ]

( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : مزمور {58} : 10 ـ11 )



وأكرر .. إن الأشرار من منظور العالمين اليهودي والمسيحي هم شعوب العالم الإسلامي .. أكبر المخالفين ـ فكريا وعقائديا ـ لهم ..!!! وليس هذا فحسب .. بل وعلى الشعوب المسيحية لا تهدأ حتى يشربوا من دماء أعدائهم ( المسلمين ) أيضا ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bohmad.yoo7.com
احاسيس ومشاعر
طيبتي أكبـــــر هموومي
طيبتي أكبـــــر هموومي
احاسيس ومشاعر


ذكر
عدد المشــــاركات : 5678
العمر : 37
علم الدوله :  الإجرام الكتابي وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية والمسيحية Saudi_10
المزاج :  الإجرام الكتابي وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية والمسيحية Loves10
نقاطي المكتسية : 5823
الانتساب : 01/01/2008

 الإجرام الكتابي وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية والمسيحية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإجرام الكتابي وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية والمسيحية    الإجرام الكتابي وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية والمسيحية I_icon10الجمعة 20 أبريل - 11:20

(24) هُوَذَا شَعْبٌ يَقُومُ كَلَبْوَةٍ ، وَيَرْتَفِعُ كَأَسَدٍ . لاَ يَنَامُ حَتَّى يَأْكُلَ فَرِيسَةً وَيَشْرَبَ دَمَ قَتْلَى » . ]

( الكتاب المقدس : عدد {23} : 24 )



وهكذا ؛ يدعو الكتاب المقدس شعوبه ـ الشعوب اليهودية والمسيحية ـ لأن تكون من شاربي دماء البشر على غرار " مصاصي الدماء : The vampires " ..!!! فكما نرى أن البهجة ـ كل البهجة ـ لا تتحقق .. والفرح ـ كل الفرح ـ لا يتم .. للعالمين المسيحي واليهودي معا .. إلا بغسل أرجلهم في دماء الشعوب الإسلامية الشريرة ( أكبر مخالفيهم ) وشرب دمائهم .. لأنها الشعوب التي تؤكد على كفرهم .. ولا ترتضي بأن يكون المسيح إلها لها ..!!!



فهل يوجد دعوة للإرهاب أبعد وأوضح من هذا ..!!! فالحقيقة القاطعة والساطعة ؛ أن الكتاب المقدس هو الكتاب الأول المؤسس للفكر الإرهابي .. ومدارس الإرهاب الأولى في العالم . ولهذا يقرر جون آدامز ( ثاني رؤساء الولايات المتحدة في الفترة من 1797 إلى 1801 ، بعد جورج واشنطن ) :



[ إن الانحراف في الديانتين اليهودية والمسيحية جعلهما أكثر الديانات دموية على الإطلاق ]



وكما قال أحد الكتاب الغربيين .. لم يصدق السيد المسيح في نبوءة من نبوءاته كما صدق في قوله :



[ (34) لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ . مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا .]

( الكتاب المقدس : إنجيل متى : {10} : 34 - 36 )



وأرجو أن تكون في هذه العجالة ما يكفي لكي يرى العالم حقيقة إرهاب المسيحية .. وحقيقة كتابها المقدس المؤسس الأول للفكر الإرهابي على طول التاريخ البشري ..



· من ذاكرة التاريخ : الضمير الديني والأخلاقي في الفكر المسيحي ..



كما رأينا ؛ فإن التعصب الديني الدموي في أبشع معانيه هي نصوص كتابية مقدسة .. لهذا يأتي بعض باباوات الكنيسة الكاثوليكية المسيحية ( ومنهم من كان يعبد الشيطان ، ومنهم من كان يعبد وثن من الجرانيت ..!!! ) لا ليمارسوا القتل الجماعي بالجملة فحسب بل يرسوا كذلك قاعدة القتل محلل بالنسبة للكنيسة المسيحية ومن شروط خلاص النفس [20] . ونوجز ـ هنا ـ بعض الأمثلة التاريخية لـ " إبادة الآخر " ( وليس " قبول الآخر " ) كما تأتي به " مسيحية المحبة " ..!!!



ونبدأ هذه الأمثلة .. بالبابا أوربان الثاني [21] ، بابا الكنيسة الكاثوليكية في روما ، الذي أعلن في 27 نوفمبر عام 1095 ، بأن المسلمين كفرة يستباح دماؤهم والاستيلاء على ممتلكاتهم ..!!! وقام بدعوة العالم المسيحي إلى الحـرب المقدسة ( أى إلى الحروب الصليبية ) لاستعادة الأراضي المقدسة من بين أيدي المسلمين . وقد أعلن أوربان الثاني إنه سوف يغفر الذنوب جميعا لمن يساهم فى هذه الحروب الصليبية من منطلق التفويض الإلهي الممنوح له من السماء ..!!! ودخـلت قوات الحملـة الصليبية الأولى [22] الأراضي المقدسة ( أورشليم ) بعد ظهر يوم الجمعة 15 يوليو عام 1099 ، فى مشهد تاريخي رهيب يقول عنه المؤرخ " جيبون " :



[ إن خدام رب المسيحيين رأوا باعتقادهم الأعمى أن يكرموا الرب ، فقاموا بذبح 70 (سبعين) ألفا من المسلمين .. تعظيما وإجلالا وزلفى وقربانا له .. ولم يرحموا كبار السن والأطفال والنساء .. وقد استمرت هذه المذبحة ثلاثة أيام ، وأن من احتفظوا بهم من الأسرى دون أن يقتلوه ، إنما يرجع بقاؤهم على قيد الحياة إلى التعب والإجهاد الذي أصاب الصليبيين من كثرة ما قاموا به من القتل والذبح ] .



ويعجب المؤرخ لودفج .. فيقول :



[ كيف ساغ لزعماء الكنيسة والأشراف من الصليبيين بعد هذه المذبحة أن يوفوا نذرهم ، ويكشفوا رؤوسهم ، ويخلعوا نعالهم ، ليسيروا فى بحار من الدماء ، ليصعدوا إلى المرتفعات التى نصب عليها الصليب ، ويلصقوا شفاههم بقبر المسيح ، بين مختلف التراتيل والتسابيح والأناشيد والمزامير ..!!! لقد كان منظرا بشعا لا يمكن أن يتصوره أحد . فهؤلاء أراقوا دماء سبعين ألف مسلم ، وهم الآن يلتمسون الغفران وتطهير أجسادهم وأرواحهم ، ويأملون فى العفو عن خطاياهم ، بل ويستمدون البركة من الكنيسة ] [23] .



وعلى سبيل المقارنة ؛ عندما فتح الفاروق " عمر بن الخطاب " مدينة القدس سنة 638 ميلادية ، أي قبل إغارة هؤلاء الهمج على القدس ( سنة 1099 ) بأكثر من ( 450 ) سنة ، لم يرق دم مسيحي واحد في هذا الفتح ..!!! بل تم احترام عقيدتهم .. وتأمينهم على صلبانهم وكنائسهم .. فعندما أذن لصلاة العصر وعمر داخل كنيسة القيامة .. طلب منه القساوسة الصلاة داخل الكنيسة فرفض .. حتى لا يكون قد استن سنة الصلاة داخل الكنائس لمن بعده من المسلمين . فهذا هو الإسلام العظيم .. الذي يحترم عقيدة الآخر ـ على الرغم من وثنيتها وخرافتها ـ تحقيقا لقوله تعالى ..



) وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ .. (29) (

( القرآن المجيد : الكهف {18} : 29 )

وقوله تعالى ..



) لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ .. (256) (

( القرآن المجيد : البقرة {2} : 256 )



وينبغي أن أشير ـ هنا ـ إلى أن المؤلفين والمفكرين الغربيين يجمعون على أن الهوية الأوربية ذاتها نشأت من العداء للإسلام ، وأن أوربا كانت بلا هوية ولا تجمعها ثقافة واحدة حتى الحروب الصليبية ، وأن تلك الحروب هى التى جمعت القبائل والشعوب الأوربية ذات الثقافات المختلفة والهويات على قاعدة العداء للإسلام وبدأت الهوية والثقافة الأوربية تتشكلان من خلال هذا الصراع .



كما ظهر غياب الضمير الديني والأخلاقي ـ أيضا ـ في الفكر الغربي .. عند تشكيل محاكم التفتيش [24] ، وهو تاريخ الدكتاتورية الدينية والاضطهاد الديني فى أبشع صوره ، وقتل حرية الفكر الإنساني بأبشع أداة . ومن أقذر سبل هذه المحاكم إنها حتمت أن يبلغ كل إنسان من غير تباطؤ ما يصل إليه سمعه بشأن الملحدين أو الهراطقة . والملحد هو لفظ استخدم أساسا لتعريف كل من يناهض الإيمان المسيحي .. وامتد هذا التعريف لكل من يعتنق الإسلام أو من كان مسلما ثم أجبر على التنصر وبدرت منه بادرة توحي بعدم الاقتناع بالمسيحية ، أو مارس الإسلام في الخفاء . وهددت الكنيسة من يتوانى فى التبليغ بعقوبات صارمة فى الدنيا والآخرة ، فانتشر بسببها نظام التجسس حتى بين أفراد الأسرة الواحدة .



وبهذا بدأت الإبادة المنظمة للملحدين ( المسلمين ) وجعلها البابا واجبا دينيا على كل كاثوليكي . وقد تم تنظيم محاكم التفتيش من المفتشين ، وكان أعضاؤها مقصورة على شرائح معينة من رجال الكنيسة كالدومينيكان مثلا . وكان كل شيء مباحا للمفتشين ، فهم الجناة والقضاة فى نفس الوقت ، وكانوا يستلهمون سلطتهم من البابا رأسا وهو المعصوم من الخطأ ، لذلك لم يخضعوا للقوانين المدنية أو لأي سلطة كنسية أخرى .



وقد كثر صرعى هذا النظام ، ولم يكن الغرض من التنكيل بالملحدين ـ والذين لم يكونوا سوى المسلمين أو من أجبر منهم على التنصر ـ هو مجرد إعدامهم والتخلص منهم ، بل كان الهدف هو إثارة الفزع فى نفوس الذين يوسوس لهم الشيطان بالمروق أو الانحراف عن الديانة المسيحية . ولم يكن الإعدام يجرى على وجـه السرعة ، بل جرت العادة بأن يحرق الملحدون ( المسلمون ) أحياء ، وبأن تكون النار بطيئة بحيث لا تأتى على ضحيتها مرة واحدة ..!!! وكانوا يبررون إطالة العذاب على هذا النحو ، لأنه يبيح للمتهم فسحة من الوقت ، لكي يستطيع فيها أن يعلن توبته ..!!! وكان الإحراق بالنار تسبقه مراحل من التعذيب بالكي بالنار ونحوه ، لكي يختبروا صلابة الفرد وعمق إيمانه وقوة إرادته ، لانتقاء أنسب أسلوب لحرقه . ومن الغريب أن هذا الأسلوب فى اختبار قدرة المتهمين قبل حرقهم ، قد حدده أمر بابوي أصدره إينوسنت الرابع ، وأعاد توكيده كليمان الرابع فى أمر بابوي آخر [25] .



وترى قمة الاختلال النفسي والعقلي فى ذلك الوقت لأعضاء محاكم التفتيش ، عندما يعلن القاضي الإكليركي أن السجين ملحد ( مسلم .. أو مسلم متنصر وغير مقتنع بالمسيحية ) ، ولا أمل فى توبته . ثم يسلمه للسلطات الدنيوية .. ويلتمس عندها التزام الرحمة والرفق فى معاقبته .. وهو يعلم أن السلطة الدنيوية لا تملك إلا إعدام المتهم بالهرطقة فى مدة لا تتجاوز ستة أيام ، وإلا أتهمت هى ـ نفسها ـ بالعمل على ترويج الإلحاد ..!!!



وهكذا غرقت أوربا فى بحور من دماء المسلمين أو المسلمين الذين أجبروا على التنصر على يد محاكم التفتيش . وهكذا فرضت المسيحية على المسلمين بالتعذيب .. وبالنار .. ثم يتهمونا بأن الإسلام انتشر بالسيف ..!!! أما الأعداد التى أعدمت فأكثر من أن تحصى ، وحسبنا أن نسوق هنا بعض الأرقام للدلالة على بشاعة هذا الاضطهاد الديني الدامي ، معتمدين فى هذا على " لورنتي : Lorente " .. سكرتير التفتيش فى أسبانيا ( الأندلس ) والمؤرخ فى نفس الوقت لتصفية الإسلام والمسلمين ، والذي أتيح له البحث بمطلق الحرية فى " أرشيفات " محكمة التفتيش فى أسبانيا [26] فقط . حيث يقول ـ لورنتي ـ أن محكمة تفتيش أسبانيا ( الأندلس ) قدمت وحدها إلى النار أكثر من واحد وثلاثين ألف نفس ، من عام 1790 إلى 1792 ، وأصلت أكثر من مائتين وتسعين ألفا عقوبات أخرى تلي الإعدام فى صرامتها ، وهذا الرقم لا يشمل الذين أودت بحياتهم فروع هذه المحكمة ـ الأسبانية ـ فى مكسيمو وليما بأمريكا الجنوبية وقرطاجنه وجزر الهند الغربية وصقلية وسردينيا ، وأوران ومالطة .. وجميعها موجه أساسا إلى استئصال الإسلام وللمسلمين ..!!!



وقد كان من أشهر المفتشين فى أسبانيا هو " توماس الطرقماوى " ، الذى إستمر فى منصبه لمدة خمسة عشر عاما ، وكان له ( 114.000 ) ضحية تم إحراق ( 10.220 ) منهم . وعندما غزا نابليون أسبانيا عام 1808 ، اعتصم القساوسة الدومينيكان [27] بديرهم فى مدريد ، وعندما اقتحمه نابليون عنوة أنكر القساوسة الدومينيكان وجود أى حجرات للتعذيب . ولكن عند البحث والتنقيب وجـدها جنود نابليون تحت الأرض .. ممتدة لمسافات كبيرة تحت الدير .. وكلها مليئة بالمساجين .. وكلهم عرايا وكثير منهم معتوه من آثار التعذيب [28] . ورغم أن القوات الفرنسية لم تكن تتميز برقة الشعور إلا أن هذا المنظر قد أثار شعور جنودها ، فأخرجوا المساجين وفجروا الدير بأكمله .



وهكذا نرى أن الذبح والقتل والتعذيب في أبشع صوره ومعانيه يمكن أن يتم داخل الصوامع الدينية .. وأديرة التعبد والرهبنة في مسيحية المحبة .. في صورة هي ـ بالقطع ـ صورة تعبدية ..!!! إذن هي نصوص كتابية .. تسقط العباءة السوداء عن مصاصي الدماء .. الذين يمارسون القتل والذبح وأعمال التعذيب الجنونية والوحشية .. تحت المزاعم الدينية الخرافية ..!!! وبديهي ؛ بعد هذا العرض الموجز يمكننا الآن ، أن نفهم ولو قليلا .. معنى تشكيل الضمير الديني والأخلاقي في الفكر المسيحي الغربي بصفة عامة ..!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bohmad.yoo7.com
احاسيس ومشاعر
طيبتي أكبـــــر هموومي
طيبتي أكبـــــر هموومي
احاسيس ومشاعر


ذكر
عدد المشــــاركات : 5678
العمر : 37
علم الدوله :  الإجرام الكتابي وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية والمسيحية Saudi_10
المزاج :  الإجرام الكتابي وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية والمسيحية Loves10
نقاطي المكتسية : 5823
الانتساب : 01/01/2008

 الإجرام الكتابي وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية والمسيحية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإجرام الكتابي وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية والمسيحية    الإجرام الكتابي وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية والمسيحية I_icon10الجمعة 20 أبريل - 11:21

من مشاهد الإبادة في العصر الحديث ..



في الواقع ؛ لقد وقفت طويلا عاجزا أمام كتابة هذه الفقرة ..!!! فكيف اختصر ـ في فقرة واحدة ـ مجلدات .. وموسوعات كاملة .. من الإرهاب والإجرام .. والإبادة الكاملة التي يقوم بها العالم المسيحي ( متمثل في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ) لحضارات وشعوب العالم في العصر الحديث ..؟!!! فقد كدت أنسحب من هذا العبء .. وأعلن عجزي عن عدم مقدرتي كتابة هذه الفقرة .. واكتفي بالإشارة إلى بعض المواقع والكتب والمراجع التي تعرض لهذا الإجرام والوحشية في علاقة العالم المسيحي واليهودي بالآخر ..!!! ولكني تراجعت وفضلت عرض مقتطفات من هذه المجلدات والموسوعات الإجرامية لعلها تفي بالغرض بالنسبة للقاريء المتعجل ..!!! ومن يريد مزيد من التفصيل فالإنترنت تموج بهذه المعلومات عن هذا الإجرام العقائدي المتوارث في كل من الديانتين اليهودية والمسيحية على النحو السابق تقديمه في هذه الدراسة ..!!!



ونبدأ هذه الفقرة بالباحث في العلوم الإنسانية " منير العكش " الذي أكد في كتابه : " أمريكا والإبادات الجماعية ـ حق التضحية بالآخر" ذكر فيه أن عدد الهنود الحمر الأمريكان كان ( 112 ) مليون إنسان .. وصل هذا العدد بعد عمليات الإبادة خلال 3 قرون إلى ( 4.1 ) مليون فحسب !!! ووصفت أمريكا هذه الإبادات بأنها أضرار هامشية لنشر الحضارة ..!!!



كما خاضت أمريكا في إبادة كل هؤلاء البشر وفق المعلوم والموثق 93 حرباً جرثومية شاملة وتفصيل هذه الحروب أورده الكاتب الأمريكي : " هنرى دوبينز : Henry Dobyns " في كتابه : " أرقامهم التي هزلت " [29] .. في الجزء الخاص بأنواع الحروب الجرثومية التي أبيد بها الهنود الحمر بـ 41 حرباً بالجدري ، و4 بالطاعون ، 17 بالحصبة ، و10 بالأنفلونزا ، و25 بالسل والديفتريا والتيفوس والكوليرا . وقد كان لهذه الحروب الجرثومية آثاراً وبائية شاملة إجتاحت المنطقة من فلوريدا في الجنوب الشرقى إلى أرجون في الشمال الغربي ..!!!


ووصل الأمر إلى تباهى الأمريكان بهذه الوحشية والدموية .. حيث يقول وليم برادفورد حاكم مستعمرة " بلايتموت " : " إن نشر هذه الأوبئة بين الهنود هو عمل يدخل السرور والبهجة على قلب الإله ، ويفرحه أن تزور هؤلاء الهنود وأنت تحمل إليهم الأمراض والموت ..!!! إن على المؤمنين أن يشكروا الإله على فضله هذا ونعمته .. لأن يموت 950 هندى من كل ألف ( أي 95% منهم ) ، وتتراكم جثثهم فوق الأرض وتنفق .. دون أن يجدوا من يدفنهم ..!!!



وفي عام 1730 أصدر البرلمان الأمريكي للمسيحيين البروتستانت الأطهار ( Puritans ) تشريعا يبيح إبادة الهنود الحمر ، وتقديم مكافأة مقدارها 100 جنيه مقابل كل فروة مسلوخة من رأس هندي أحمر ، و50 جنيه مقابل فروة رأس امرأه أو فروة رأس طفل ..!!!


ومنذ هذا التاريخ صار قطع رأس الهندى وسلخ فروة رأسه من الرياضات المحببة في أمريكا ، بل إن كثيراً منهم كان يتباهى بأن ملابسه وأحذيته مصنوعة من جلود الهنود ، وكانت تنظم حفلات خاصة يدعى إليها علية القوم لمشاهدة هذا العمل المثير ( سلخ فروة رأس الهندى ) حتى أن الكولونيل جورج روجرز كلارك .. أقام حفلة لسلخ فروة رأس 16 هندي .. وطلب من الجزارين أن يتمهلوا في الأداء وأن يعطوا كل تفصيل تشريحي حقه لتستمتع الحامية بالمشاهد ( راجع اليوميات في Michigan pioneer and historical colloction العدد 9 ، 1886م ، صـ501، 502 ) .. وما يزال كلارك إلى الآن رمزاً وطنياً أمريكياً وبطلاً تاريخياً وما يزال من ملهمى القوات الخاصة في الجيش الأمريكي .


ومع تأسيس الجيش الأمريكي أصبح السلخ والتمثيل بالجثث تقليداً مؤسساتياً رسمياً فعند استعراض الجنود أمام وليم هاريسون ( الرئيس الأمريكي فيما بعد ) بعد انتصار 1811م على الهنود .. للتمثيل بالضحايا ثم جاء الدور على الزعيم الهندى " تكوميسه " وهنا تزاحم صيادوا الهنود .. وطالبي التذكارات على انتهاب ما يستطيعون سلخه من جلد هذا الزعيم الهندى أو فروة رأسة ، ويروى جون سجدن في كتابه عن " تيكوميسه " كيف شرط الجنود المنتشون سلخ جلد الزعيم الهندى من ظهره حتى فخذه .


وكان الرئيس أندريه جاكسون ـ الذى تزين صورته ورقة العشرين دولار ـ من عشاق التمثيل بالجثث وكان يأمر بحساب عدد قتلاه بإحصاء أنوفهم المجدوعة وآذانهم المصلومة ، وقد رعى بنفسه حفلة التمثيل بالجثث لـ 800 هندى يتقدمهم الزعيم : "مسكوجى" .. وقام بهذ المذبحة القائد الامريكي جون شفنجنتون وهو من أعظم أبطال التاريخ الامريكي وهناك الآن أكثر من مدينة وموقع تاريخي تخليداً لذكراه ولشعاره الشهير : " اقتلوا الهنود واسلخوا جلودهم ، لا تتركوا صغيراً أو كبيراً ، فالقمل لا يفقس إلا من بيض القمل " .


بل إن الأمر وصل كما يقول الجندى الأمريكي " أشبري" إلى حد التمثيل بفروج النساء ويتباهى الرجل بكثرة فروج النساء التى تزين قبعته وكان البعض يعلقها على عيدان أمام منزله .


ثم اكتشف أحد صيادى الهنود أمكانية أستخدام الأعضاء الذكرية للهنود كأكياساً للتبغ ، ثم تتطورت الفكرة المثيرة من هواية للصيادين إلى صناعة رائجة وصار الناس يتهادونه في الأعياد والمناسبات ، ولم تدم هذه الصناعة طويلاً بسبب قلة عدد الهنود حيث وصلوا في عام 1900 إلى ربع مليون فقد ( لمزيد من التفاصيل راجع stand hoig في كتاب the sand creek massacars ) .



وليس هذا من الأمور المستغربة .. فهي من تعاليم وطقوس الكتاب المقدس ..!!! فعندما أراد داود ( عليه السلام ) أن يصاهر الملك شاول ( أول ملوك بني إسرائيل ) ، طلب " شاول " من داود أغـرب مهر ( عرفه التاريخ الإنساني ) لابنته .. إذ طلب منه " مائة غلفة ( والغلفة هي الزائدة الجلدية الموجودة على رأس العضو الذكري والتي تستأصل بالختان ) من غلف الفلسطينيين " لتكون مهرا لابنته ..!!! وأعطى شاول داود مهلة شـهرا للتنفيذ .. واستحسن داود الفكرة .. فانطلق في قتل الفلسطينيين وقطع غلفهم ..!!! وهاك النص المقدس ..



[ (25) فقال شاول لهم ( أي لعبيده ) : " هذا ما تقولونه لداود : إن الملك لا يطمع في مهر ، بل في مائة غلفة من غلف الفلسطينيين .. (26 ) .. فراقه الأمر ( أي راق لداود الأمر ) ولا سيما فكرة مصاهرة الملك . وقبل أن تنتهي المهلة المعطاة له (27) انطلق ( داود ) مع رجاله وقتل مائتي رجل من الفلسطينيين ، وأتي بغلفهم وقدمها كاملة لتكون مهرا لمصاهرة الملك . فزوجه شاول من ابنته ميكال ]

( الكتاب المقدس ـ كتاب الحياة : صموئيل الأول {18} : 25 - 27 )



وهكذا يبين لنا هذا النص المقدس .. أن قطع الأعضاء الذكرية للأغيار ( الآخر غير المسيحي ) للتهادي بينهم هو أمر مشروع .. وطقس ديني . كما نرى أن داود قد ضاعف من قيمة المهر المطلوب منه ..!!! حيث قام بقتل مائتين من الفلسطينيين بدلا من مائة فقط .. وأحضر أعضاؤهم الذكرية للملك شاول ..!!! وذلك تعبيرا على كرمه الزائد في خدمة الملك ومصاهرته من جانب ، وتأكيدا على أن نظرته للفلسطينيين لا تتجاوز النظرة للحشرات وليس للحيوانات من جانب آخر ..!!! فربما كانت النظرة إلى الحيوانات تستلزم بعض الرأفة .. حيث لا لزوم لقتل حيوان دون ضرورة ما ( أي كان علي داود الاكتفاء بقتل مائة فلسطيني فحسب ) ..!!! فهذه هي بعض مكارم الأخلاق في الديانتين اليهودية والمسيحية .. وهذه هي الاخوة الإنسانية .. من المنظور التوراتي ..فاصلهفاصلهفاصلهفاصلهفاصله!!!



وهكذا ؛ فعندما نرجع إلى الوثائق الأمريكية لوصف مذابح مخيمات الهنود الحمر .. فإننا نصف مذابح مخيمات الفلسطينيين والمدن الفلسطينية ، فقاتل الهندي الأمريكي القديم .. هو نفس قاتل الفلسطيني في صبرا وشاتيلا .. وهو نفس القاتل في المذابح التي تجريها إسرائيل في الوقت الحاضر ـ فبراير 2008 ـ في مدن غزة والضفة الغربية .. وهو وريث ذلك القاتل الهندي . والصور هي ذاتها نفس الصور .. الأم الهندية التي ما زال طفلها يرضع من ثديها رغم أنها ميتة ، هي صورة الطفل الفلسطيني الذي يرضع من ثدي أمه الفلسطينية الميته في صبرا وشاتيلا .. وفي مدن غزة والضفة الغربية ..!!! فشارون ورؤساء إسرائيل كانوا في مخيم الهندي الأمريكي .. قبل أن يكونوا في مخيم صابرا وشاتيلا .. وفي المدن الفلسطينية ..!!! ورؤساء أمريكا تضع صواريخ الإبادة في أيدي الصهاينة لإبادة الكنعانيين الفلسطينيين هنود القرن العشرين ..!!!



ودعنا نعرج إلى كتابات الأب الفرنسسكاني : " بارتولومي دى لاس كازاس " الذي رافق الغزاة الأسبان للاشتراك في عمليات التبشير في أمريكا .. والذي حاول الدفاع عن الهنود الحمر ( في كتاباته : " اقتلاع الأمريكتين " والتي ظلت ممنوعة من النشر لمدة ثلاثة قرون .. إلى أن تم نشرها بالأسبانية عام 1986 ، ثم تمت ترجمتها إلى الفرنسية في ثلاثة أجزاء ، وتم نشرها عام 2002 عن دار النشر الفرنسية : " Steuil " ) .. فنجده يقول :



" بدأ المسيحيون المجازر وأعمال العنف البشعة بأحصنتهم وسيوفهم وحرابهم ضد الهنود . كانوا يدخلون القرى ولا يتركون فيها حيا لا أطفال ولا مسنين ولا نساء حوامل أو مرضعات إلا وبقروا بطونهم ومزقوهم إربا ، وكأنهم يهاجمون قطيع من الخراف المختبئة فى حظائرهم . وكانوا يتراهنون على من منهم يمكنه شق رجل بضربة سيف واحدة ، أو أن يقطع عنقه بضربة سيف ، أو يدلق أمعاؤه بطعنة واحدة ..!!! وكانوا ينزعون الأطفال وهى ترضع ويمسكونها من أقدامها ويهشمون رؤسهم على الصخور . كتعاليم الكتاب المقدس بالضبط ..!!!



وكانوا يلقون الأطفال فى النهر وهم يضحكون ، وعندما يسقط الطفل فى الماء يصيحون : " إرتعض أيها الغبى !" . وكانوا يخرقون الأطفال وإمهاتهم وكل من معهم بالسيوف . ويقيمون المشانق الطويلة ويعلقون عليها جماعات مكونة من ثلاثة عشر شخصا ، تحية للمسيح وحوارييه ، ويشعلون نيرانا خافتة تحتهم حتى يحترقون ببطء وهم أحياء .



ولكى يطعم الإسبان كلابهم كانوا يأخذون معهم فى الطريق الكثير من الهنود الموثقين بالسلاسل ويسيرون كقطيع الخنازير . وكان الإسبان يقتلون منهم ويقيمون مجزرة علنية من اللحم البشرى ، ويقول أحدهم للآخر : إقرضنى ربع من أحد هؤلاء الأغبياء لأطعم كلابى إلى أن أذبح آخرا ..!!! وكأنهم يتبادلون أرباع من الخنازير أو من الخراف " .


فهذه هي الوحوش البشرية .. الأحط من الوحوش الحقيقية .. ودينها الوثني الذي يؤكد على إبادة الآخر .. وهذه هي تعليمات إلههم وكتبهم المقدسة ..!!!



ثم نعرج قليلا على " تجارة الرقيق " .. التي مارسها رجل الغرب المؤمن بالمسيحية .. ولأكثر من ثلاثة قرون في الفترة ( 1518 ـ 1870 ) . حيث بدأت هذه التجارة عندما أصدر الملك شارل الأول ( ملك أسبانيا ) مرسوما ملكيا بتصدير العبيد من أفريقيا إلى المستعمرات الأمريكية . ومنذ هذا التاريخ ؛ بدأ رجل الغرب المسيحي في اصطياد وتصدير عشرة ملايين أسير أفريقي ـ على أقل تقدير ـ إلى الأمريكتين وأوربا ( عن موسوعة الإنكارتا لعام 1997 ) . فإذا أخذ في الاعتبار أن " اصطياد الأسير الأفريقي " كان يقابله حوالي " عشرة قتلى " في المتوسط .. فيكون معنى هذا .. أن رجل الغرب ـ المؤمن بالمسيحية ـ قد قام بإبادة نحو مائة مليون أفريقي في هذه التجارة . وهو عدد يذوب رقة وتواضعا بجوار مذابح جنكيزخان الوحشية .. والتي أتاحت له بناء أهرام من بضعة آلاف من الجماجم البشرية فقط ..!!! وقد كان رجل الغرب المسيحي .. يقوم بإلقاء الأسير الأفريقي في المحيط لأسماك القرش .. إذا مرض في أثناء نقله إلى أمريكا ..!!!



ويموج مسرح الأحداث العالمية ـ في الوقت الحاضر ـ بصور كثيرة من الإرهاب والإجرام الأمريكي ـ لا يمكن حصرها ـ في كل أرجاء العالم .. وبصورة في غاية من التردي لهذه الحضارة الأمريكية العفنة ..!!! فبعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ، والتي قاموا بتمثيلها وإخراجها بسيناريو غبي وأبله .. ومفضوح أمام العالم كله ( راجع مقالة الكاتب : أحداث الحادي عشر من سبتمبر والاستهزاء بعقول العالم ) ..!!! وفي عهد الرئيس الحالي ( وقت نشر المقالة ) جورج دبليو بوش .. شنت الولايات المتحدة حربين ضد بلدين مسلمين هما أفغانستان والعراق شملتا " حرب إبادة نووية " .. بكل ما في الكلمة من معنى ( راجع كتابات الكاتب تحت عنوان سيناريو إبادة شعوب العالم الإسلامي ) ، كما ساعدت وتساعد في إبادة شعبين مسلمين في فلسطين ولبنان . هذا غير التهديدات الأميركية الحالية هي ضد دولتين مسلمتين هما إيران وسوريا .


ومن مآثر غزو الولايات المتحدة لأفغانستان ؛ وعقب محاصرة القوات الأمريكية لمدينة قندوز الأفغانية وقبول قوات طالبان تسليم المدينة بشرط أن يعود المقاتلون إلى بيوتهم وقراهم ، كشفت مجلة " نيوزويك الأمريكية " في نوفمبر 2001 ، بأن القوات الأمريكية قامت باقتياد 800 من المقاتلين ـ بعد استسلامهم ـ إلى قلعة " جانجي " حيث قامت الطائرات الأمريكية " إف 18 " بقصفها بالقنابل الحارقة ـ تحت زعم تمرد المقاتلين ـ مخلفة بذلك مئات الجثث المتفحمة لرجال كان كثير منهم مقيد اليدين .



كما قامت القوات الأمريكية ـ بعد ذلك ـ بقتل نحو 3000 ( ثلاثة آلاف ) أسير آخر ( خليط من أفغان وعرب وشيشان وباكستانيين ) بوضعهم في حاويات مغلقة ـ تحمل كل حاوية من 200 إلى 300 أسير ـ بعد أن تم تقييد أيدهم وتعصيب أعينهم ، وقيل لهم أنهم سيتوجهون بهم إلى سجن " شبرقان " ومنه إلى مدنهم وقراهم . وبعد مضي عدة ساعات عرف ركاب الحاويات أن القوات الأمريكية غدرت بهم وأنهم سيقتلون بطرق رخيصة .. بتركهم في هذه الحاويات أو هذه العلب المغلقة لعدة أيام .. بلا ماء ولا هواء ..!!!



وبعد عدة ساعات قام الأسرى بالصراخ طلبا للماء والهواء .. ولكن بلا جدوى . وبعد مضي 24 ساعة بلا ماء ولا هواء بدأ كل أسير يلعق عرق جسد الآخر ، وبمضي الوقت بدأ الأسرى في الترنح وفقدان الوعي .. وفتحت الحاويات بعد أربعة أو خمسة أيام فاندلعت الجثث المخلوطة بالبول والدم والغائط والقيء واللحم المتعفن ..!!!



وتقول مجلة نيوزويك : إن ما حدث في مدينة قندوز هو أحد الأسرار الصغيرة للحرب القذرة على أفغانستان ..!!! فهذه هي الولايات المتحدة .. التي كشفت عورة الحضارة الغربية القبيحة .. وهذه هي هويتها الدينية .. وهذا هو ضميرها الإنساني الممسوخ ..!!!

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bohmad.yoo7.com
 
الإجرام الكتابي وغياب البعث والجزاء في الديانتين اليهودية والمسيحية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام
» كتاب اليوم الآخر بين اليهودية والمسيحية والإسلام د. فرج الله عبد الباري.
» مقارنة الأديان دراسة في عقائد ومصادر الأيدان السماوية: اليهودية والمسيحية والإسلام
» كتاب من هم اليهود؟ وما هي اليهودية؟: أسئلة الهوية وأزمة الدولة اليهودية
» دراسة نقدية في اليهودية والنصرانية لـ سعد الخلف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشعراء في منتدى , بوحمد الحمد الرسمي ..!! , عبدالرحمن بن عثمان 2007 - 2012 ::  الاقــســام الادبــيــهـ :: منتدى الادب والقراءة والاستفاده و الكتب والسير الذاتية :: موسوعة الكتب الدنينية - والكتب العامة-
انتقل الى: