ملتقى الشعراء في منتدى , بوحمد الحمد الرسمي ..!! , عبدالرحمن بن عثمان 2007 - 2012
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



أهلاً وسهلاً يآ: (( زائر )) نورت منتدى بوحمد الحمد الرسمي . المنتدى متخصص للشعر,نثر,قصص,روايات,نقد هادف,تميز وابداع
 
موقع بوحمدالحمدالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
موقع بوحمد الحـمد للشعر والادب يرحب بالجميع .. فأهلاً بكم وسهلاً ...

 

 الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
احاسيس ومشاعر
طيبتي أكبـــــر هموومي
طيبتي أكبـــــر هموومي
احاسيس ومشاعر


ذكر
عدد المشــــاركات : 5678
العمر : 37
علم الدوله : الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث Saudi_10
المزاج : الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث Loves10
نقاطي المكتسية : 5823
الانتساب : 01/01/2008

الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث Empty
مُساهمةموضوع: الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث   الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث I_icon10الأربعاء 30 أبريل - 0:02

ظهرت في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري
بواكير النهضه الفنيه في الشعر العربي الحديث
واستمرت متدفقه خلال ما قطعناه من القرن الرابع عشر
اذا تنوعت اتجاهات الشعر وتحددت مذاهبه
ويمكن رصد عده اتجاهات او مدارس فنيه اطلق عليها النقاد
والدارسون تسميات خاصه مثل

مدرسه الاحياء
ومدرسه الديوان
والمدرسه الرومانسيه ( مدرسه ابولو وشعراء المهجر )

ثم وجدت بعد ذلك مدرسه الشعر الجديد ولازال الصراع دائرا حولها إلى الان

وليس معنى هذا الترتيب
ان هذه الاتجاهات لاتتداخل زمنيا
بل هي متداخله ومتصارعه في كثير من الاحيان
فقد ظهرت مدرسه الديوان ومدرسه الاحياء
في اوج ازدهارها وتلتهما .. مدرسه ابولو وعاصرتهما ايضا
ومازال شعراء الاتجاهات الثلاثه
حتى اليوم .. ينظمون شعرهم بعد ان ظهرت المدرسه الحديثه
تزاول تجاربها وتحاول ان تثبت وجودها ..

هذه مقدمه بسيطه عن اتجاهات الشعر العربي الحديث
وساقوم هنا بشرح لمحه بسيطه عن كل واحدة منها




اولا .. مدرسه الاحياء

راينا شعرنا العربي في النصف الاول من القرن الثالث
عشر الهجري لايكاد يخرج
من الاطار العثماني .. وحين نمضي في النصف الثاني من هذا القرن
ياخذ هذا الاطار في التغير والتحطم من بعض جوانبه

اطلع العلماء على شعر القرون الاولى في الاسلام
والشعر في الجاهليه
فوجدوا ان ذاك الشعر كان شعرا طبيعا يصور حياه اصحابه
تصويرا دقيقا فالشاعر مثل امروء القيس في العصر الجاهلي
او جرير في العصر الاموي او المتنبي في العصر العباسي
وغيرهم من الشعراء .. كانوا يصورون بيئاتهم وشخصياتهم

كما ان شعرهم يخلو من تلك الاثقال البديعيه التي تفسد المعنى في اغلب الامر
وتقف حائلا بين الشاعر والتعبير الحر عن عصره ونفسه

ولذا فقد اخذت تظهر تباشير هذا التحول عند علي الليثي
وعبدالله فكري وعائشه التيموريه

غير انهم لم يتخلصوا تماما من البديعات والمخمسات
وانما الذي تخلص من هذ كل شاعر اخر هو/ محمود سامي البارودي
الذي يعتبر رائد حركه الاحياء وقد اطلق النقاد على البارودي وتلاميذه
ومن سار على نهجهم في الوقت الحاضر
مسمى ..
( حركة الاحياء ومدرسه الاحياء )
لانهم احيوا القصيده القديمه واعادوها إلى ماكانت عليه فنيا
في عصره الذهبي ..
فهم بذلك قد بعثوها من جديد ومن هنا اطلقوا عليها ايضا اصطلاح
( مدرسه البعث )
استطاع الباردوي رائد مدرسه الاحياء ورائد الشعر الحديث
ان ينقذ الشعر العربي من عثرة الاساليب الركيكه ومرحله التدهور

فرد إليه الحياه والروح
حياه نفسه وروح عصره وقومه
في الفتره التي عاش فيها .. اذ جعله متنفسا حقيقيا لعواطفه ومشاعر امته
وما ألم به وبها من احداث وخطوب


اضافه إلى ذلك محافظته إلى مقومات الشعر واوضاعه المورثه
الجزاله والرصانه حينا .. والعذوبه والسلاسه حينا اخر ..

اشهر المتأثرين بحركة او مدرسه الاحياء هم

احمد شوقي
حافظ ابراهم
احمد محرم ..
وقد كان معظم المتأثرين بذاك النهج ذو ثقافه اجنبيه


فكان شوقي على اتصال وثيق بالثقافه الفرنسيه
غير ان تاثير الادب العربي القديم كان له الغلبه على فن شوقي


اما حافظ ابراهيم فكان مثل البارودي لايتجه إلى الادب الغربي
بل كان اتجاهه إلى الادب القديم ومع ذلك لم يتأخر عن عصره وروحه
بل ربما كان اكثرا تفاعلا مع روح عصره وامته
لكن الظروف الماديه القاسيه هي التي جعلت حافظ ابراهيم
اقل ثقافه من زميليه احمد شوقي ومحرم ..
ومع ذلك لابد ان نجل عصاميته اذ كان شاعرا بطبعه لابثقافته
واستطاع ان يثبت للمنافسه مع احمد شوقي وغيره ..
وكما استطاع ان يلمس مشاعر الجماهير وخاصه الطبقه الفقيره
منها بشعره لانه يصور حالهم وامالهم

وقف حافظ ابراهيم لاولئك الذين حاربوا الاسلام في لغته فنظم قصيدته
الشهيره التي يقول فيها متحدثا بلسان اللغه العربيه

رموني بعقم في الشباب وليتني ... عقمت فلم اجزع لقول عداتي
ولدت ولما لم اجد لعرائســـي ... وجالا اكفاء وادت بناتــــي
وسعت كتاب الله لفظا وغـــاية ... وما ضفت عن آي به وعضات
فكيف اضيق اليوم عن وصف آلة .. وتنسيق اسماء لمخترعــــــات
انا البحر في احشائه الدر كامـــن .. فل ساءلوا الغواص عن صدفاتي


ومن الشعراء الذين ساروا على هذا النهج في الوطن العربي

الشاعر محمد بين عثيمين في المملكه العربيه السعوديه
ومعروف الرصافي في العراق
وعمر ابو ريشه في سوريا
وخليل مطران في لبنان ثم في مصر

واخيرا حافظ شعراء مدرسه الاحياء على صوره القصيده العربيه
ولكنهم يسروا اساليبهم حتى تفهمها العامه
لم يعودوا يغربون فيها كما كان يغرب ابو تمام وابو العلاء ..
لانهم يريدون ان تفهم الطبقات الوسطى والدنيا مايقولون
لهذا لقي الشعراء اهتماما من الناس واذاعته الصحف تحقيقا لرغبات القراء
واستطاعت بذلك حركه الاحياء ان تبعث نهضه جديده في الشعر العربي ..

وإليكم السمات الشعريه الاساسيه في مدرسه الاحياء ..

محاكاه الشعر العربي القديم في اوج عزته والنهوض به من حالته المترديه
كذلك
قوة الاسلوب والعنايه به عنايه فائقه والابتعاد عن الاخطاء اللغويه والركاكه
في الاسلوب


ايضا ..
استخدام القصيده بمظهرها المعروف . ذات الوزن والقافيه المتحدين
وكثيرا ما ابتدؤوا قصائدهم بالغرل ... كعاده الشعراء القدامى
كما انهم لم يهتموا غالبا لوحدة الموضوع ..

واخيرا تناول الموضوعات القديمه دن تغير يذكر
إلا ماتقتضيه طبيعة العصر وظروفه .. وربط الشعر بالمجتمع
عن طريق معالجة مشاكله





ثانيا.. مدرسه الديوان

يختلف فهم هذا الجيل للشعر عن فهم شعراء مدرسه
الاحياء
فهو من جهة يريد ان يكون الشعر تعبيرا عن النفس لابمعناها الفردي
الخاص بل بمعناها الانساني العام
وماتظطرب به من خير وشر والم ولذه
ومن جهة اخرى يردي ان يكون الشعرا تعبيرا عن الطبيعه
وحقائقها واسرارها
فليس الشعر اناشيد وطنيه ولا قوميه ولاهو تسجيل لحوادث الامه

تاثر هذا الجيل بالثقافه الاوربيه والانجليزيه
ولم يكن تأثر تقليد ومحاكاه بل كان يستوحيه
ويتصل باصحابه اتصالا مستمرا عن طريق القراءة لشعرائه
والانتفاع باراء النقاد الانجليز مثل هازلت

رواد مدرسه الديوان
عبدالرحمن شكري ..
ابراهيم عبدالقادر المازني
عباس محمود العقاد
وكان اول من نشر محاولاته هو عبدالرحمن شكري حين اخرج
ديوان ضوء الفجر ويتبعه فيه هذا الاتجاه الجديد
اذ تعالج قصائده معاني انسانيه عامه

كان شعراء هذه المدرسه يستخدمون لغه بسيطه
وتراكيب لغويه غير معقده فليس لديهم مايسمى صياغه شعريه
ومايسمى غير شعريه
بل كل الالفاظ صالحه لان تكون ماده للشاعر ينشد منها الحانه

حيث انهم لم يقتصروا على القديم كما هو في مدرسه الاحياء
بل اتخذوا منهج التوسع في اللغه كلها

وقد استخدم شكري في شعره تجربته الشعر المزدوج

والشعر المزودج هو اتحاد القافيه في شطري البيت
واختلافها من بيت إلى اخر

كذلك استخدم نوعا جديدا من الشعر ومايسمى عند الغربيين
بالشعر المرسل

وفيه يتقيد الشاعر بالوزن لكنه لايتقيد بالقوافي فكل بيت له قافيه خاصه


يقول المازني عن مدرسه الاحياء
ان شوقي وحافظ لا يمتازان بشي عن القدماء وانها غير
صادقين فيما يعبران عنه
وقد هاجم المازني شعر حافظ ابراهيم مهاجمه شديده
ثم نشر العقاد والمازني معا كتابا سمياه
الديوان في نقد مدرسه الاحياء

حيث يقولان ان الشاعر عليه ان يتغلغل في اعماق الاشياء
حتى يذيع بواطنها واسرارها ولن يصل إلى ذلك إلا اذا كانت
له نفس قويه الاحساس بالكون ومشاهده

ومن السمات في هذه المدرسه الديوانيه ..

الاطلاع على الشعر العربي القديم ولاسيما العباسي دون محاكاته

ايضا الاستفاده من الادب الغربي وخاصه الادب الانجليزي

كذلك الدعوه إلى التجديد الشعري في الموضوعات وفي
الشكل والمضمون كالشعر المرسل

الجنوح إلى الشعر الوجداني الذي تطغى فيه شخصيه الشاعر
ويعبر فيه عن النفس بمعناها الانساني العام


لم يكتب لهذه الجماعة الاستمرار، ولو كتب لها ذلك لكان من الممكن أن يكون تأثيرها عميقًا على الحركة الأدبية. ولكن دبّ الخلاف بين اثنين من مؤسسيها، المازني وشكري، حين اتّهم المازني شكريًّا بأنه سرق عددًا من قصائد الشعر الإنجليزي وضمنها بعض دواوينه، وقد كشف المازني هذه القصائد وحدد مصادرها، فما كان من شكري إلا التصدي للمازني في كتابه صنم الألاعيب. واحتدم الصّراع بينهما، فاعتزل شكري الأدب ثم تلاه المازني، وبقي العقاد في الديوان وحده. ثم إن العقاد نفسه رجع عن كثير من أفكاره، خاصة تلك المتعلقة بعمود الشعر، وذكر أنه أمضى في التيار الجديد نحوًا من ثلاثين سنة، ومع ذلك، فإن أذنه لم تألف موسيقى الشعر الجديد وإيقاعه.




ثالثا..المدرسه الرومانسيه

جماعة أبولو

اسم لحركة شعرية انبثقت من الصراع الدائر بين أنصار المدرسة التقليدية وحركة الديوان والنزعة الرومانسية، لتتبلور عام 1932م بريادة الشاعر أحمد زكي أبي شادي، انظر : أبو شادي، أحمد زكي، في حركة قائمة بذاتها متخذة من أبولو إله الفنون والعلوم والإلهام في الأساطير اليونانية اسمًا لها.

لم يكن لجماعة أبولو مذهب شعري بعينه، كما كان لحركة الديوان، التي انتمت للحركة الرومانسية ضد الاتجاه الكلاسيكي في الشعر. ولم يكتبْ لها بيان شعري يحدد نظرتها إلى الإبداع وقضاياه المتفرقة، من أسلوب ومضمون وشكل وفكر... إلخ. بل اكتفى أبوشادي بتقديم دستور إداري للجماعة، يحدد الأهداف العامة لها من السمو بالشعر العربي، وتوجيه جهود الشعراء في هذا الاتجاه، والرقي بمستوى الشعراء فنيًا واجتماعيًا وماديًا، ودعم النهضة الشعرية والسير بها قدما إلى الأمام.

انتخبت الجماعة أمير الشعراء أحمد شوقي أول رئيس لها. وبعد وفاته بعام واحد، تلاه خليل مطران، ثم أحمد زكي أبوشادي. واستمرت الحركة من (1932- 1936م). وكان لها مجلة دورية، مجلة أبولو التي توقفت (1934م)، تعد وثيقة أدبية وتاريخية وفكرية لهذه الجماعة التي نازعت حركة الديوان سيطرتها، وحّلت محّلها، فأنتجت جيلاً شعريًا ينتمي إلى الاتجاه الرومانسي بحق، من أمثال: إبراهيم ناجي، وعلي محمود طه، ومحمود حسن إسماعيل، ومحمد عبدالمعطي الهمشري وغيرهم.

وكان أثر مطران على الجماعة بارزًا، باعتراف محمد مندور وقولة إبراهيم ناجي المشهورة: (كلنا أصابتنا الحمى المطرانية). ويقصد بها نزعته التجديدية في الشعر وطابعه الذاتي الرومانسي.

ورغم أن هذه الحركة الشعرية لم تُعَمَّر طويلاً، إلا أنها تركت أصداءها في العالم العربي، وراسلها العديد من الشعراء والنقاد، أمثال: أبي القاسم الشابي، وآل المعلوف، ومن بينهم عيسى إسكندر وشفيق ابنه صاحب عبقر. كما نرى هذه الأصداء في بعض نتاج شعراء الحجاز أمثال: محمد حسن عواد وحسين سرحان. كما تجاوب معها ميخائيل نعيمة رائد حركة التجديد في المهجر، وقد نص على تجاوبه معها في مقدمة ديوانه الغربال.

اتسمت حركة جماعة أبولو، بأنها عمّقت الاتجاه الوجداني للشعر، وانفتحت على التراث الشعري الغربي بوساطة الترجمة من الشعر الأوروبي، ودعت إلى تعميق المضامين الشعرية واستلهام التراث بشكل مبدع، واستخدام الأسطورة والأساليب المتطورة للقصيدة، ولفتت الأنظار إلى تجريب أشكال جديدة للشعر المرسل والحر. كما التفتت إلى الإبداع في الأجناس الشعرية غير الغنائية لاسيما عند أبي شادي، ومهدت الطريق لظهور مجلة وحركة أخرى هي حركة مجلة الشعر في بيروت (1957م).

بالإضافة إلى ماتركه لنا شعراء هذه الجماعة من دواوين ومجموعات شعرية، تبدو فيها النزعة الرومانسية هي الأقوى مضموناً وشكلاً وانفعالاً، فإن مجلة أبولو التي كانت تنشر على الملأ قصائدهم وأفكارهم، كانت المنبر الذي التفّ حوله الشعراء من العواصم العربية والمنارة التي نشرت إشعاعاتهم.

ومجلة أبولو تعد وثيقة فنية تاريخية فكرية لهذه الحركة، التي لم تعمّر طويلاً، لكنها شعريًا كانت أكثر تأثيرًا من حركة الديوان التي عاقتها عن النمو الشعري هيمنة العقاد مُنظِّرًا وقائدًا، وارتبطت إنجازاتها بالنقد أكثر مما ارتبطت بالشعر، وغرَّبت عنها عبدالرحمن شكري الذي ينسجم شعره مع شعر الجيل الثاني لحركة أبولو.

وبرز دور الشاعر بوصفه فنانًا في حركة أبولو، كما برزت أهمية التجربة النفسية والوجدانية في عملية الإبداع الشعري لا محاكاة نماذج القدماء. وتحوّلت قضايا الشعر من قضايا المجتمع إلى قضايا الذات، واستكشف بعض شعراء الجماعة لغة شعرية جديدة متماسكة أكثر صفاءً ونقاءً من شعر التقليديين وأغراضهم الشعرية الموروثة.





مدرسة المهجر

بدأ آلاف المهاجرين العرب من الشام (سوريا ولبنان وفلسطين) مع بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي رحلتهم الطويلة إلى بلاد المهجر (أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية)؛ لأسباب اقتصادية وسياسية في المقام الأول. فقد كانت بلاد الشام ولاية عثمانية تتعرض لما تتعرض له الولايات العربية الأخرى تحت الحكم التركي من تعسّف الحكّام وسوء الإدارة. وأما من كانوا يعارضون سياسة التتريك العثمانية، ويجاهدون للإبقاء على الهوية العربية، فنصيبهم الاضطهاد والمعتقلات.

وقد ازدادت الأوضاع السياسية سوءًا عندما قرَّرت الدول الأوروبية الكبرى مواجهة الدولة العثمانية، واقتسام أملاكها شيئًا فشيئًا، فانحازت كل دولة إلى فرقة أو طائفة على حساب أمن الشام واستقراره. فاشتعلت الفتن الطائفية والدينية وحدثت مذابح كثيرة، وساءت الأحوال الاقتصادية في بلاد كثيرة السكان ضيِّقة المساحة، وهلكت المحاصيل الزراعية بالأوبئة والحشرات، إضافة إلى ارتفاع الضرائب المفروضة على المزارعين وأصحاب المتاجر الصغيرة. وهكذا فكر عدد كبير من السكان بالهجرة، وتطلعت أبصارهم إلى الغرب وإلى الأمريكتين بخاصة، فقد سمعوا عنها وعما تتمتع به من ثراء وحضارة وحرية، وذلك من خلال جمعيات التنصير ومدارسه التي تعلم فيها بعض منهم. وقد شجعهم ذلك على الهجرة عن بلادهم وأهليهم، علهم يطمئنون على أرواحهم وأنفسهم ويصيبون شيئًا من الثراء في جو يسوده الأمان والحرية والرخاء.

انقسمت قوافل المهاجرين إلى العالم الجديد إلى قسمين؛ قسم قصد الولايات المتحدة الأمريكية واستقر في الولايات الشرقية والشمالية الشرقية منها، وتوجه القسم الآخر إلى أمريكا الجنوبية وبخاصة البرازيل والأرجنتين والمكسيك.

وجد المهاجرون عناءً وتعبًا، فلم يكن الحصول على لقمة العيش سهلاً، كما ظنوه وكما زُيّن لهم، ولكنهم وجدوا في بيئتهم الجديدة من الحرية ما ساعدهم على ممارسة إبداعهم الأدبي، كما أن شعورهم بالغربة وحنينهم إلى الوطن البعيد، وخوفهم على لغتهم وهويتهم العربية من الضياع، في مجتمعات يبدو كل شيء فيها غريبًا عنهم، جعلهم يلتفون حول بعضهم بعضًا، ودفعهم إلى تأسيس الجمعيات والأندية والصحف والمجلات؛ يلتقون فيها ويمارسون من خلالها أنشطتهم، وظهر من بينهم الشعراء والأدباء الذين نشأت بهم مدرسة عربية أدبية مهمة هناك، سميت بمدرسة المهجر، أسهمت مساهمة مقدرة في نهضة الأدب العربي الحديث. وقد انقسمت مدرسة المهجر إلى مدرستين هما:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bohmad.yoo7.com
احاسيس ومشاعر
طيبتي أكبـــــر هموومي
طيبتي أكبـــــر هموومي
احاسيس ومشاعر


ذكر
عدد المشــــاركات : 5678
العمر : 37
علم الدوله : الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث Saudi_10
المزاج : الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث Loves10
نقاطي المكتسية : 5823
الانتساب : 01/01/2008

الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث   الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث I_icon10الأربعاء 30 أبريل - 0:04


الرابطة القلمية
إحدى الجمعيات الأدبية التي أسسها مهاجرو الشام في أمريكا الشمالية في نيويورك (1920م)، وكان الشاعر جبران خليل جبران، وراء فكرة تأسيسها، فترأسها وأصبح أبرز أعضائها. وقد ضمّت الرابطة إلى جانب جبران كلاً من الأدباء: ندرة حداد، وعبد المسيح حداد، ونسيب عريضة، ورشيد أيوب، وميخائيل نعيمة، وإيليا أبو ماضي، ووليم كاتسفليس، ووديع باحوط، وإيليا عطاء الله.


استمر نشاط الرابطة الأدبي عشرة أعوام، وكان أعضاؤها ينشرون نتاجهم الأدبي في مجلة الفنون التي أسَّسها نسيب عريضة، ثم في مجلة السائح لعبد المسيح حداد. وقد توقف هذا النشاط بوفاة جبران وتَفَرُّقِ أعضائها؛ إما بالوفاة وإمَّا بالعودة إلى الوطن.


كان هدف الرابطة القلمية هو بث روح التجديد في الأدب العربي شعرًا ونثرًا، ومحاربة التقليد، وتعميق صلة الأدب بالحياة وجعل التجربة الكتابية تنفتح على آفاق أوسع مما كانت تدور حول فلكه من النماذج القديمة في الأدب العربي.


ويبدو أن أدباء الرابطة القلمية قد حققوا الكثير من أهدافهم، وقد ساعدهم على ذلك ما كان يجمع بين أعضائها من تآلف وتشابه في الميول والاهتمامات، إضافة إلى المناخ الحر الذي كانوا يتنفسون أريجه، وما كان يعج به من أحدث التيارات الفكرية والاتجاهات الأدبية آنذاك.


العصبة الأندلسية

تأسست عام 1932م في ساو باولو بالبرازيل، ولعل السبب في هذه التسمية هو الجو الأسباني الذي يطبع الحياة العامة في أمريكا الجنوبية، وكأنه قد أثار كَوَامنَ الشجن في نفوس هؤلاء المهاجرين وأعادهم إلى ذكريات العرب أيام مجدهم بالأندلس. تبنَّى الشاعر شكرالله الجرّ فكرة التأسيس، فاجتمع عدد من الشعراء والمهتمين في منزل ميشيل المعلوف لهذا الغرض، وحضر الاجتماع الأعضاء المؤسسون وهم: شكرالله الجر، ميشيل المعلوف، نظير زيتون، حبيب مسعود، إسكندر كرباح، نصر سمعان، داود شكور، يوسف البعيني، حسني غراب، يوسف أسعد غانم، أنطون سليم سعد، ثم انضم إليهم فيما بعد عدد من الشعراء والكتاب. وتولى رئاستها ميشيل المعلوف. وظل أعضاؤها ينشرون إنتاجهم الأدبي في مجلة الأندلس الجديدة لصاحبها شكرالله الجر لمدة عام، ثم صدر العدد الأول من مجلة العصبة الأندلسية، عام 1934م، وتولى حبيب مسعود رئاسة تحريرها. وقد استمرت هذه المجلة في الصدور حتى عام 1960م، وتخلل ذلك فترة انقطاع من عام 1941م إلى عام 1947م.




لا تختلف أهداف إنشاء العصبة الأندلسية عن أهداف الرابطة القلمية كثيرًا، فهناك رغبة مشتركة في الحفاظ على اللغة العربية، وبث روح التآخي والتآزر بين الأدباء في المهجر، وجمع شملهم، ورعايتهم، وتسهيل نشر إنتاجهم في المجلة أو من خلال المجموعات والدواوين الشعرية، وإقامة جسر حي بين هذا الأدب ونظيره في الوطن العربي الكبير، خصوصًا بعد توقف نشاط الرابطة القلمية. غير أن تواضع البيئة الثقافية التي عاش فيها أدباء المهجر الجنوبي وعدم وجود شخصية مثل شخصية جبران بينهم، ووجود تباين في ثقافة أعضائها ونزعاتهم واهتماماتهم وانتماءاتهم الفكرية والوطنية، وتبني سياسة مرنة في النشر في المجلة؛ جعل أدب المهجر الجنوبي، فيما عدا استثناءات قليلة، أدبًا تقليديًا مقارنة بأدب المهجر الشمالي، وقد عاب أدباء الشمال هذه التقليدية على أدباء الجنوب.

وأيًا كان الحال، فإن الأدب العربي في المهجر الشمالي والجنوبي، بثرائه، واتساع آفاقه؛ نتيجة تفرد تجربته وظروف مُبْدِعِيهِ، يظل جزءًا مهمًّا وفاعلاً في دائرة الإبداع الأدبي المعاصر.






جماعة مجلة الشِّـعر

حركة شعرية نقدية تبلورت في مجلة الشعر التي تأسست في بيروت عام 1957م، بريادة كل من يوسف الخال وخليل حاوي ونذير العظمة وأدونيس، وصدر العدد الأول منها في صيف 1957م. وترك خليل حاوي الجماعة بعد عام من تأسيسها. وبعد مرحلة التأسيس التي استمرت ثلاث سنوات، انضم إليها شوقي أبو شقرا وأنسي الحاج وفؤاد رفقة وخالد صالح، ودعمها من الخارج جبرا إبراهيم جبرا، وتوفيق صايغ وبدر شاكر السياب وشكرالله الجر، وسلمى خضراء الجيوسي ورياض الريِّس.

اعتبرت مجلة الشعر نفسها منبرًا للإبداع والحرية في المنطقة العربية كلها، فنشر فيها نزار قباني وبدوي الجبل وسعدي يوسف وعبدالوهاب البياتي وآخرون. وتبلور اتجاه المجلة مع الزمن تدريجيًا حول الحداثة، فنافح أعضاؤها عن حرية الإبداع والتخلص من رواسب التقليد، فتبنّوا أشكال القصيدة العربية الجديدة من الشعر الحر إلى قصيدة النثر، ودعوا كل مبدعٍ إلى اكتشاف لغته الشعرية وإيقاعه وشكله، انطلاقًا من تجربته ومعاناته الشعرية، لا من محاكاة النماذج الموروثة الجاهزة.

عمق رواد هذه المجلة أيضًا مضامين القصيدة الحديثة، وتوصلوا إلى أشكال شعرية وأساليب أكثر اتصالاً بالحاضر وإيقاعه. فلكل قصيدة في مفهومهم رؤية ومعاناة خاصتان. وتبلور هذه الرؤى وتلك المعاناة شكل القصيدة ولغتها وموسيقاها. كما نظروا إلى التراث الشعري الإنساني نظرة إكبار، وتفاعلوا مع مصادره ونتاجه من خلال ترجماته والرجوع إلى نصوصه الأصلية.

ثار أصحاب هذه الجماعة أيضًا على بنية القصائد المحافظة وشكلها ومضمونها ووزنها، فجاءوا بابتكارات جديدة، فانشطر المهتمون بالشعر إلى مؤيدين للجماعة ومعارضين لها. كما أكدوا على مسؤولية الشاعر الحضارية أمام ضميره ووجدانه وانتمائه إلى الإبداع والحرية قبل كل شيء. ووسعوا مفهوم الشاعر المعاصر للتراث فشمل كلّ النتاج الحضاري من سومر إلى العرب. ودعوا إلى العودة إلى الجذور واكتشاف التراث والهوية الحضارية من خلال المعاناة الشعرية والتجربة الذاتية، واحتفلوا بالأساطير القديمة وبدائلها الفولكلورية والدينية في الكتب المقدسة، وتفاعلوا مع مفهوم الحداثة العالمي والشعر الجديد، ونقلوا الشعر من الواقع اليومي، إلى السياق الحضاري والإنساني؛ فتبلورت على أيديهم اتجاهات جديدة، لاسيما المدرسة التموزية، التي نهلت من الأساطير القديمة، واتخذت من رموزها مايجسد معاناة العربي المعاصرة في الحياة والموت، وقدموا صياغات جديدة للقصيدة الحرة والمدورة وقصيدة النثر في إطار مفهومهم المتميز للمعاناة النفسية والإبداع الشعري.

وكان للجماعة بجانب مجلة الشعر الدورية التي تختص بالإبداع والنقد والترجمة، مجلس أسبوعي مفتوح للجمهور تُعرض فيه النماذج الشعرية الجديدة، لشعراء المجلة وضيوفها، وتناقش فيه القضايا الفكرية والنقدية، قضايا الشعر العالمي والعربي، حتى تتواصل الرؤى النقدية بحركة الشعر المعاصر.

صدرت المجلة لمدة أربعة عشر عاما، وتوقفت، ثم استأنفت الصدور مرة أخرى. ولكنها مع مرور الزمن فقدت حيويتها الأولى، بعد أن أدّت وظيفتها الإبداعية في حركة الشعر الحديث. وأخيرًا توقفت نهائيًا أوائل سبعينيات القرن العشرين الميلادي.

تركت جماعة مجلة الشعر صدى مازلنا نسمعه في عالم الإبداع حتى اليوم؛ لأنها أول حركة تسّلحت بوضوح المفهوم والرؤية والانتماء والاختصاص وتنّوع الشخصيات الشعرية التي دعمتها رغم خصوماتها الكثيرة بين التجديديين والتقليديين، مما كان سببًا في بقائها خمسة عشر عامًا حيث تركت بصماتها واضحة على حركة الشعر الحديث.

وترى جماعة من النقاد والمهتمين بالأدب أن جماعة مجلة الشعر ذات انتماء غربي، وأنها راعية الحداثة في الساحة العربية، وأن ثورتها على الموروث لم تقتصر على شكل القصيدة بل تعدتها إلى نبذ الموروث في المضمون، فدعا بعضهم إلى نبذ التراث وتحطيم كل ماهو مقدس، وجاهروا بذلك صراحة في نثرهم وشعرهم وسلطوا الأضواء على نماذج ورموز من التراث فيها نظر، كالحلاج والقرامطة وغيرهم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bohmad.yoo7.com
احاسيس ومشاعر
طيبتي أكبـــــر هموومي
طيبتي أكبـــــر هموومي
احاسيس ومشاعر


ذكر
عدد المشــــاركات : 5678
العمر : 37
علم الدوله : الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث Saudi_10
المزاج : الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث Loves10
نقاطي المكتسية : 5823
الانتساب : 01/01/2008

الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث   الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث I_icon10الأربعاء 30 أبريل - 0:07

رابعا..الشعر الحديث

ظل شكل القصيدة قبل عصر النهضة في الأدب الحديث ـ وهي فترة النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي ـ يجري على نمطه الذي كان سائدًا خلال العصر العثماني. فظل، بالرغم من تفاهة أفكاره وابتذال معانيه وأساليبه المثقلة بالصّنعة والبديع، محافظًا على شكل القصيدة التقليدية سواء في بحورها الخليلية أو قافيتها الموحدة أو بيتها المكون من صدر وعجز.

ومنذ نهاية القرن التاسع عشر، بدأ الشعر العربي الحديث يغيِّر نمطه وكانت أهم تجديداته متصلة بالموضوعات وإن ظل شكل القصيدة يتبع القالب التقليدي ولا يخرج عنه. وأصبح من أهم الأغراض الشعرية شعر الحماسة والكفاح ضد الاستعمار، والغناء للوطن، والدعوة للإصلاح الاجتماعي، والثورة ضد الفقر والجهل والمرض، والدعوة للحاق بركب الأمم.

ومع النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي أخذت النهضة الفنية في الشعر العربي الحديث تتبلور في اتجاهات فنية محددة بلغت ذروتها خلال القرن العشرين. وعلى يد روّاد هذه الاتجاهات، بدأ التجديد في القصيدة الحديثة يتجاوز المعاني والصور والأفكار إلى تجارب فنية تتصل بالشكل، فبدأت محاولات الشعر الحر والشعر المرسل الذي لا يتقيد فيه الشاعر بالوزن وقد لا يتقيد بالقافية أيضًا.

وعندما تصل مسيرة الشعر الحديث إلى الأربعينيات من هذا القرن يتحول نمط القصيدة العمودية أو ما يسمَّى بالقصيدة التقليدية إلى نمط جديد هو الذي عُرف بالشعر الحُر. وقد تعددت أشكاله بين الشعر المرسل والشعر المنطلق وقصيدة النثر.

تعريف الشعر الحر:

يعني ألا يتبع الشاعر القواعد التقليدية لكتابة الشعر، فلا يتقيد الشاعر ببحر واحد أو قافية واحدة أو إيقاع واحد. وبظهور الشعر الحُر، بدأ الشعراء يكتبون على نهج جديد باستخدامهم أعدادًا غير منتظمة من المقاطع في البيت الواحد وقافية غير موحدة وأوزانًا متداخلة ونهايات غريبة الإيقاع في الأبيات. ولكن ليس الشعر الحُر حُرًا من كل قيد، فهو يستخدم فنونًا شعرية أساسيةً مثل تكرار الحرف الواحد وتكرار الكلمات.

ازدهر هذا الشعر في الآداب الأوروبية خلال القرن التاسع عشر الميلادي، عندما تبنَّى الرومانسيون هذا الأسلوب. وقد كانت تجربة الشاعر الإنجليزي جون ميلتون في القرن السابع عشر الميلادي إرهاصًا مبكرًا لهذا اللون من الشعر. ولكن الشاعر الأمريكي والت ويتمان يُعَدُّ الأب الحقيقي للشعر الحُر في القرن التاسع عشر، وتُعد قصيدته أغنية نفسي (1855م)، الشكل الأمثل لهذا الأسلوب. كما كان الشاعر الإنجليزي جيرارد مانلي من المجددين الذين سلكوا دروب الشعر الحُر في القرن التاسع عشر. وفي أوائل القرن العشرين، بدأت الحركة التصويرية تستخدم الشعر الحُر. فظهر شعراء كبار يكتبون على نهجه. وكان تي. إس. إليوت وعزرا باوند هما العمود الحقيقي لبلورة حركة الشعر الحُر.

وفي الشعر الغربي أضحى الشعر الحُر، في منتصف القرن العشرين، هو الشكل المألوف للشعر وخاصة في أعمال كبار الشعراء مثل روبرت نويل و دي. إتش. لورنس ووليم كارلوس وليمز.

وفي الشِّعر العربي، كانت نازك الملائكة هي رائدة هذا الاتجاه، على خلاف في ذلك، في قصيدتها الكوليرا في أواخر الأربعينيات، فقد استخدمت في هذه القصيدة بحرا واحدًا هو الخبب وإن وزعت تفعيلته فَعْلُنْ بأعداد متفاوتة في الشطر الواحد الذي حل محل البيت ذي الصدر والعجز في القصيدة التقليدية. وإن كان الشعر الحُر في الآداب الأجنبية يعني تعدد الأوزان في القصيدة الواحدة، فهو في العربية يعني شعر التفعيلة التي تحررت من التناسب، أي من التفعيلات المتساوية في كل بيت من أبيات القصيدة إلى تفاوتها من بيت لآخر في القصيدة الحرة في الشعر العربي. وهذا الفرق في الدلالة لمصطلح الشعر الحُر بين العربية والإنجليزية، مثلاً، هو الذي جعل بدر شاكر السّـيَّاب يستخدم مصطلحًا آخر هو الشعر المنطلق وهو ترجمة لمصطلح شكسبير، إذ هو يقوم على انطلاق التفعيلة من التساوي في العدد إلى التفاوت فيه.

ولم يكن السّـيَّاب، أو غيره، رائد هذا المصطلح، فقد استخدمه علي أحمد باكثير عام 1937م في ترجمته لمسرحية شكسبير: روميو وجولييت، ومسرحية أخرى بعنوان: أخناتون ونفرتيتي. كتبها على بحر الخبب نفسه مراعيًا مبدأ التفاوت في الأبيات الشعرية لعدد التفعيلات لا مبدأ التساوي كما هو الحال في الشعر التقليدي.

وعلى كلٍّ، فإن ما قامت به نازك الملائكة أو باكثير أو السياب أو غيرهم لم يكن استعارة حرفية لنموذج الشعر الحُر في الآداب الأجنبية، ولكنه ممارسة لمبدأ التحرر ضمن السياق العضوي لبنية الشعر العربي وإيقاعاته العروضية.

ولمّا كانت الأوزان العربية كلها لا تقبل مبدأ تحرر التفعيلة، إذ إنها تتراوح بين مركَّبة ونصف مركبَّة وبسيطة، انتهت من ثم تجارب الشعراء إلى تحرير ثمانية بحور من صيغها القديمة المتساوية إلى صيغ جديدة متفاوتة. هذه الصيغ تُدعى أحيانًا الشعر الحُر وأخرى شعر التفعيلة ولكن مصطلح الشعر المنطلق لم يكتب له الفوز بالبقاء مع أنه أكثر دلالة على طبيعة التطور الذي دخل بنية العروض العربي.

وكما أن هناك بحرًا تامًا وبحرًا مجزوءًا وبحرًا منهوكًا، فيمكن القول إن هناك بحرًا منطلقًا أيضًا على القياس نفسه. وهكذا تولدت في حركة الشعر الحديث قيم عروضية جديدة وبحور شعرية محدثة وهي التي تشكل عروض الشعر الحُر في شعرنا الحديث، نجملها فيما يلي:

منطلق الخبب - فعلن / فاعلن
منطلق الرمل - فاعلاتن
منطلق الهزج - مفاعيلن
منطلق الكامل - متفاعلن
منطلق الوافر - مفاعيلن
منطلق الرجز - مستفعلن
منطلق المتقارب - فعولن

إلا أن القصيدة ليست أوزانًا وقوافي مجردة، بل هي تعبير عن معاناة إنسانية تتوفَّر فيها الفكرة والعبارة والصورة والانفعال والإيقاع، فَرَنين الكلام وحده لا ينتج شعرًا.

من هنا، علينا أن نميز بين النظم والشعر والإيقاع أو الموسيقى والوزن، وكل هذا ما هو إلا حاضن للإنسان ومعناه وجوهره وشفافيته. وهذا هو معيار الشعر الحقيقي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://bohmad.yoo7.com
حياتي من بعدك مصيبه
**** *
 **** *
حياتي من بعدك مصيبه


ذكر
عدد المشــــاركات : 421
العمر : 44
علم الدوله : الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث Saudi_10
المزاج : الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث Romnc10
نقاطي المكتسية : 30
الانتساب : 07/02/2008

الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث   الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث I_icon10الأربعاء 30 أبريل - 1:44

11
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
من غرك
****** *
****** *
من غرك


ذكر
عدد المشــــاركات : 1076
المزاج : الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث Buusy10
نقاطي المكتسية : 101
الانتساب : 05/01/2008

الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث   الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث I_icon10الأحد 4 مايو - 12:01


تسلم اخوي على الموضوع
تقبل قرائتي وامتناني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاتجاهات الادبيه في الشعر العربي الحديث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مدارس الشعر العربي في العصر الحديث.
» أيهما اسهل الشعر الفصيح او الشعر الشعبي اي النبطي؟
» اريد اتناقش في هذا النوع من الشعر > الشعر المرسل
» الاتجاهات الخاطئه
» العَروض هو علم الوزن في الشعر العربي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى الشعراء في منتدى , بوحمد الحمد الرسمي ..!! , عبدالرحمن بن عثمان 2007 - 2012 ::  الاقــســام الادبــيــهـ :: منتدى الادب والقراءة والاستفاده و الكتب والسير الذاتية :: الملتقى التعليمي الادبي و اللغوي..-
انتقل الى: