رسالة هيام مصطفى قبلان إلى الشهاوي

رسالة هيام مصطفى قبلان إليه

الشاعر والناقد الكبير ، أستاذ الأجيال / محمد محمد الشهاوي : رمزا من رموز الأدب في العالم العربي / أحييك وأبارك لك وسام وشهادة التقدير من القناديل
شاكرة بذلك الصديق الشاعر د. جمال مرسي على لفتته الكريمة ولجهوده الجبّارة في دفع مسيرة الأدب بهذه الاحتفالية لمرور عام على عمر القناديل
واستقطاب هذه النخبة من شعراء متميّزين من جميع الفئات والأقطار دون تمييز في العرق والدين .

بهذه المناسبة تقبّل مني شاعرنا الشهاوي هذه الشذرات:

اليك / الشاعر محمد الشهاوي:
شكرا لهذا المدى ... وهذا الصّدى .. وهذا القدر ، ( لنيل) داعب رمش السّهاد فأرّق النجوم ولبّاه الوتر. سيدي شاعرنا الكبير ، شاءت الأقدار أن نلتقي وكأنّناعلى ميعاد
نرتّق ثقوب الوقت المرّ بندى أشاح يوما بوجهه عن ظلال السّنديان فواصل النّخيل نشيجه كي يلتقيا ، هل كان للقاء وجهك الخمريّ ذات مساء كلّ هذا النّبيذ ؟؟
نبيذ مسكون في كأس فارغة .. هل كان لعصير الروح على شفة الشّعر احتضار العمر الواقف على أعتاب الخريف ؟ هل كان لحضور طهر الرّب نجما تدلّى ليعانق الفرح الباكي على ضفاف النيل ؟ كان الوقت يترهّل وأنت المسكون في انثاك المشتهاة ، هي امرأة المستحيل تنشد ذاكرتها لتعلّق عطرها على جديلة شهرزاد .
كان الوقت يدري أنّك القابع فيه ، في ثغره وظلّه ولحظه ، ما عاد من قافلة الذين رحلوا الاّ صدى نشيجهم على أبواب السكون ، هذا الصّمت الذي حملته فحملك ، عاتبته فعاتبك ، عشقته فعشقك ، عشق أنامل الحبر اذا انهمرت على الوتر ، وبكاء طفل صاعد من فنّن حطّ رحاله عليه المطر ،، وعاتب البلبل من عشه اذا هجر .
يا سيّد الفرح المصلوب على تيه الذاكرة ، هو الحلم اذا أبصرته العين ناح ، ولملم عريه واشتاق لريح محمّلة بنسيم النيل وطيب الحجاز وتمر العراق ، ودفء السحر .
ما كان الفرح المصلوب يوما على طريق القوافل بين يافا والقدس ومصر يدري أنّ سهد الحلم دمعة تسجّى على فسيفساء الوداع وآخر فناجين القهوة ورشفات الشعر .
ها هي اللحظات يشرئبّ عنقها لينبلج أول خيط من هديل الفجر .. وجه يرقد فوق الماء وفراشة تفقد جناحيها ، وليل تكسّر على خاصرة الزّحام فهوى الحلم والسّهاد .
بقيت هناك تلوّح بمنديل السفر ،، تتأبط حقيبة فارغة الاّ من ساعة رمل ، كانت سطور يدك ترنو الى حلم دخل مع وميض البرق ، أرخى ستار بقاياه نهوض الشمس على مدينة خرجت من ثوبها الليلكيّ لتزبد حول أشرعة الرحيل . كم من " التوليب" أطلّ عليك كم من عطر النساء رنا اليك ، وكم من عذارى النهر غفت مستكينة بين يديك ؟
خذ من نبض الحياة مذاقها القرمزيّ ، ومن عيون الحلم مشتهاه ،واستأصل
من صليل السيوف التي أغمدت في نحور الزنابق زفرة النزف الأخير ، ولا تشتهي الرّقاد ، لا تشتهي الرّحيل اذا الوقت ناداك بين رمشه والجفن وكان الوعد أرصفة.
لن يبكيك ظلّ المساء ..ولا الطيوف التي تعود تمتطي روح السؤال ، هي حكايا من خطايا البرد نقشت على جدار الصمت ألوان الكلام ، كيف ، آه كيف يترك الرحيل فينا قمرا يراوغ مرقده ، وخمرا يستلذ في شرايين الفؤاد ؟ قالها ملح البحر يوما وأطفأ اشتعال جمرة في شفيف الصّمت ، يمضغ الثواني بوحا في أغنية البقاء ... ..... !
( لن يمضي الوقت يا رفيقي ... بل نحن من نمضي الى لقاء ) .............
محبتي / هيام قبلان

صفحة 1 من اصل 1