بسم الله الرحمن الرحيم
فتوى ابن عثيمين في تغشيش الطلاب
إخواني وأخواتي معلمين ومعلمات نحن على باب الامتحانات ورأيت في ما مضى ظاهرة كثرة تغشيش الطلاب من معلميهم فأحببت أن اعرض لكم هذه الفتوى للعلامة ابن عثيمين رحمه الله حتى لا يكون لأحد حجة في فعل مثل هذا الأمر المحرم راجيا من الله ان ينفعني وإياكم بهذه الفتوى ....
قال رحمه الله.........فعلى المراقب أن يراقب الله عز وجل وأن يراعي تلك الأمانة التي ائتمنه عليها بل التي ائتمنته عليها إداشرة المدرسة ومن ورائها وزارة أو رئاسة وفوق ذلك دولة بل ائتمنه عليها المجتمع كله فعلى المراقب أن يستعين بالله عز وجل وأن يكون يقظا في رقابته مستعملاً حواسه السمعية والبصرية والفكرية يسمع وينظر ويستنتج من الملامح والإشارات على المراقب أن يكون قويا لا تأخذه في الله لومه لائم يمنع أي طالب من الغش أو محاولة الغش لأن تمكين الطالب من الغش خيانة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من غش فليس منا ) وتمكين الطالب من الغش ظلم لزملائه الحريصين على العلم المجدين في طلبه الذين يرون من العيب أن ينالوا درجة النجاح بالطرق الملتوية إن المراقب إذا أمكن أحداً من هؤلاء المهملين الفاشلين في دراستهم إذا مكن أحد من هؤلاء من الغش فاخذ درجة نجاح يتقدمون بها على الحريصين المجدين كان ذلك ظلماً لهم وكان ذلك ظلماً للطالب الغاش أيضاً وهو في الحقيقة مغشوش حيث انخدع بدرجة نجاح وهمية لم يحصل بها على ثقافة ولا علم ليس له من الثقافة والعلم سوى بطاقة يحمل بها شهادة زيف لا حقيقة وإذا بحثت مع هذا الطالب الذي نجح بالغش إذا بحثت معه في أدنى مسألة مما تنبئ عنه هذه البطاقة لم تحصل منه على علم إن تمكين الطالب من الغش خيانة لإدارة المدرسة وللوزارة أو الرئاسة التي من ورائها وخيانة للدولة وخيانة للمجتمع كله وإن تمكين الطالب من الغش أو تلقينه الجواب بتصريح أو تلميح ظلم للمجتمع وهضم لحقه حيث تكون ثقافته ثقافة مهلهلة يظهر فشلها عند دخول ميادين السباق ويبقى مجتمعنا دائما في تأخر وفي حاجة إلى الغير وذلك لأن كل من نجح عن طريق الغش لا يمكن إذا رجع الأمر إلى اختياره أن يدخل مجال التعليم والتثقيف لعلمه والتثقيف لعلمه أنه فاشل فيه وإن تمكين الطالب من الغش كما يكون خيانة وظلما من الناحية العلمية والتقديرية يكون كذلك خيانة وظلما من الناحية التربوية لأن الطالب بممارسته الغش يكون مستسيغا له هينا في نفسه فيتربى عليه ويربي عليه أجيال المستقبل ( ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) إن على المراقب ألا يراعي شريفا لشرفه ولا قريبا لقرابته ولا غنيا لماله إن عليه أن يراقب الله عز وجل الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور إن عليه أن يؤدي الأمانة كما تحملها لأنه مسئول عنها يوم القيامة ولربما قال مراقب أمين إذا أديت واجب المراقبة إلى جنب من يضيع ذلك فقد أرى بعض المضايقات فجوابنا عليه أن نقول له اتق الله فيما وليت عليه واقرأ قول الله عز وجل ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً)(الطلاق: من الآية2)وقوله تعالى ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)(الطلاق: من الآية4) وقوله عز وجل (َاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِين)(هود: من الآية49).