السلام عليكم ورحمة الله بركاتة
قصيدة .. ان النساء كأشجار خُلقن لنا
...
قال طفيل بن كعب الغنوي:
ان النساء كأشجار خُلقن لنا
منها المرارُ وبعض المرِّ مأكول
ورد هذا البيت مع ابياتٍ اخرى في كتاب (الشعر والشعراء) لابن قتيبة منسوباً الى طُفيل بن كعب الغنوي.
وجاء في مصادر اخرى من كتب الادب منسوباً الى اكثر من شاعر، في كتاب ادب الدنيا والدين للماوردي، جاء منسوباً الى ابي العيناء عن ابيه، وجاء في كتاب الاغاني للاصفهاني منسوباً الى مالك الخراعي، مع ابيان اخرى واختلاف الصياغة الشعرية:
ان النساء كأشجار نبتن معاً
منهن مرُّ وبعض المرّ مأكول
ان النساء ولو صُورن من ذهب
فيهن من هفوات الجهل تخييل
ان النساء متى يُنهين عن خُلق
فإنه واجب لا بُدَّ مفعول
نسبت هذه الأبيات لطفيل الغنوي وفي كتاب عيون الأخبار وفي الاعجاز والايجاز وفي حماسة الشجري، وكتاب العقد الفريد نسبت لطفيل بن كعب الغنوي، كما أحصاها السيد حسن الكرمي في برنامجه الاذاعي الذي كان يبث من الاذاعة البريطانية في برنامج (قول على قول) الذي قام بطباعته جلالة الملك الليبي ادريس السنوسي رحمه الله.
قال رجاء بن حَيْوة، قال معاذ بن جبل، أنكن ابتليتن بفتنة الضرائر فصبرتن وإني أخاف عليكن فتنة السراء وان أشدها لكم عندي النساء إذا تحلين بالذهب والفضة ونسبت الأبيات في كتاب الثعالبي إلى الجاحظ الذي يقول بعض الأبيات في مجال الأمثلة والطرائف، وأورد الشعراء في هذا المجال من مدحٍ وذمٍ للنساء ومنه ما جاء في كتاب (اللطائف والظرائف في الاضداد) للثعالبي ونسبه كما اوردنا للجاحظ:
هي الضلع العَوْجاء لستَ تُقيمها
أَلاَ إن تقويم الضلوع انكسارها
وتُجمع ضُعفاً واقتداراً على الفتى
وهذا عجيبٌ ضُعفها واقتدارها
وبالغ بعضهم في الذم فقال:
ان النساء شياطين خُلقن لنا
نعوذ بالله من شر الشياطين
فهن أصل البليات التي ظهرت
بين البرية في الدنيا وفي الدين
وفي مجال المديح قيل:
ان النساء رياحين خُلقن لنا
وكلكم يشتهي شمّ الرياحين
وكان العرب يكرهون الجمال البارع في المرأة، وقد حُكي ان رجلا شاور حكيما في التزوج فقال له:
افعل وإياك الجمال البارع فإنه مرعى انيق، فقال الرجل: وكيف ذلك؟ فقال اما سمعت بقول القائل:
ولن تُصادف مرعى ُممْرعا أبداً
إلا وجدت به آثار منتجع
لهذا السبب قالوا: المرء على دين زوجته، لانها تفتنه بجمالها فيتابعها في كل الامور، وهناك حكاية خالد بن يزيد بن معاوية فقد كان يقول قبل ان يتزوج (رملة): كان أبغض خلق الله إلى آل الزبير، حتى تزوجت رملة بنت الزبير فصاروا أحب خلق الله إلي.
وفي الحديث الشريف ترغيب في الجمال مع ميزات أُخر:
«تُنكح المرأةُ لأربع: لمالها ولجمالها ولدينها فعليك بذات الدين..»
وفي كتاب الجاحظ (المحاسن والاضرار)
فيه ذكر لمحاسن ومساوئ النساء،
جاء في كتاب أدب الدنيا والدين للماورودي
أرى صاحب النّسوان يحسبُ أنها
سواءُ وبَوْنُ بينهن بعيدُ
فمنهن جناتُ تفيء ظلالهُا
ومنهن نيران لهن وُقود
أما ما احتوى الأدب العربي والعالمي فمعظمه فيه تمجيد ورفعة في النساء، ووصفت المرأة بأجمل وأحسن الأوصاف:
قال الشاعر أبو محمد المطرني:
ظباء أعارتها المها حُسن جيدها
كما قد أعادتها العيون الجآذر
فمن حُسن حال المشي جاءت فقبّلت
مواطئ من أقدامهن الضّفائر
ووصفت حسب انتمائها إلى أقوامها
وهناك جمال عُرف بخُزاعة في العينين
وكنْدية في القوام وقضاعية الاطراف وطائية الشفاة
جُزاعية العينين كِندية الحشا
قُضاعية الأطراف طائية الفم
لها حُكم لقمان وصورة يوسف
ومنطق داود وعفّةُ مريم
وقال آخر:
خفاجية الألحاظ مهضومة الحشا
هلالية العينين طائية الفم
هذه هي المرأة التي تيّمت المحبين وأسرت الشجعان بعشقهن، وهناك ممازحات وطرائف في المدح والذم.